يموتُ الحبُّ على مَهَلٍ..
من خَرَسِ الموسيقى التي تحرّك صمتَ السلالم الموديةِ
إلى قلبِ امرأةٍ
تعرف أنّ الجمالَ عملٌ شاقّ
لذا تفركُ عينيها لتنجلي قباحةُ العالم
بينما تخرج من غرفتها كما يخرجُ نبيٌّ من كهفٍ منسيّ
يموتُ الجسدُ على مَهَلٍ..
من استسلام النظرات التي تسيلُ من ساتان قميصها القصير
من زرّ يفلتُ عن عروته قصداً
فيدوّي كرصاصةٍ طائشة
هكذا تصير ألاعيبُ المطاردة أكثرَ رعباً وإثارةً
تموتُ الرغبةُ على مَهَلٍ..
من استقامةِ الأفكار الخبيثة حول غنجها الذين يثير الفوضى في قلوب الجارات
من انعدامِ الطيور الخائفة حول حبلِ غسيلها
الذي خُلقَ ليكون مشنقةَ العالمِ الكئيب
من شحّ الدّوخان حول فساتينها المنصوبةِ كأعلام نصرٍ فوق جثث التنهيداتِ
تموتُ اللهفةُ على مَهَلٍ..
من اختفاءِ السعالِ المبتذل
بينما تمشي كأنها تسحبُ خيطَ النهار وراءها
فتبدو ساقُها أشبه بولاّعةٍ
تشعلُ صدورَ الرجال الذين يدخنون أعمارَهم أمامها
ويموتون مبتسمين
يموتُ الشغفُ على مَهَلٍ..
من قلة الطرقات الوعرة إلى جلدها المليء بالثمار والأشواك
من اختناقِ رائحتها المتهوّرة التي تحومُ كطيرٍ جارحٍ حول نوافذ الحيّ
تنقرُ قلوبَ المهزومين أمام افترائها
وتخلّف عشاقاً نحيلين
وخائبين
يموتُ الجنونُ على مَهَلٍ..
من غيابِ الرقصِ الذي يدفعُ خصرَها المفرط في الحياء إلى القمم
من استرخاءِ الهواء المرتبك بين أصابعها
أصابعها..
التي تهزُّ ثمارَ العمرِ دفعةً واحدةً
فيصبحُ العالمُ حلواً وخفيفاً
يموتُ التخيّلُ على مَهَلٍ..
من انطفاءِ أعمدة الإنارة أمام غرفتها الجائعة أبداً
تراقبُ
كيف يصبح الجسدُ بدراً، بالحبّ، وكيف يبتسم كهلال
لا لشيء..
فقط كي تضيء
تموت الحكايةُ على مَهَلٍ..
من ازدحامِ الغرباء أمام كلّ هذه الغوايةِ
وكلّ غريبٍ ينظر إلى غيره
فيرى خوفاً مثله
ينظر
إليه..