هذا المارد الذي في أعماق وجداني
يودّ أن يتفلّت من قمقمه
لكنني كلما أراد الخروج أحكم إغلاق منافذه
أزيد من الأقفال التي توصد بوابته
متاريس كلما سمعت همهمته تفقدّتها
وذاك الرتاج الرئيس أناظره
أَعدُّ المفاتيح التي بين يدي كل ثانية خوفا من سقوط بعضها
أخاف أن أُضيّعها
أخاف أن يحفر المارد تحت الصخر حيث التربة الرطبة
يَمُدُّ يديه القويتين نحوها ليلتقطها
يدا بعد أخرى
أخاف! نعم أخاف
أخاف هذا الشعور الغامر أن يُغرقني في لجّته
وأنا ما عهدت السباحة ولا تعلمت دروسها
دومًا أنا هنا
على شواطئ الحب أنتظر
على شواطئ الأحداث أنتظر
أنتظر المارد
ويا لها من مفارقة
أنتظره، كيف!
وأنا بيديّ هاتين قد سلبته حريّته إذ أودعته قمقمه!