علال الفاسي عالم وشاعر مغربي، و”فاس” هي مدينة الشاعر التي ولد بها ؛ هو عالم في الشريعة الإسلامية، وشاعر جعل موهبته في خدمة دينه ووطنه وشعبه..
نقرأ من شعره أيام شبابه :
(ولي أمة غصبت حقها
سأخدمها بسنا الخدمات
وأنفخ في نفسها نهضة
تروق على سائر النهضات
وألقي على نشئها نظرة
ترقي البنين وتعلي البنات
فتبلغ ما أبتغيه لها
وما يرتجيه جميع الحماة)
شعب هذا الشاعر كان ينوء تحت حمل الاحتلال، ولذلك فإن المضامين كانت تطفو على سطح شعره كسفينة مثقلة بهموم أمته فتنهض في هذا الإبداع قيم ومبادئ وتراث شامخ، واقتداء بالأطيب الأروع عليه أفضل الصلاة والسلام..
فيا أبناء هذا الوطن الإسلامي الكبير على اختلاف أعراقكم؛ هذا هو “علال الفاسي” يأتيكم فربما أحس ببعض نسيان، ومن حق الحبيب أن يذكر أحبابه بأيامه الساطعة.
فهذا الصامت البعيد (علال) ليس بحاجة الآن وهو في حياة أخرى إلى اهتمام مادي، فهذه الحياة الدنيا الفانية أصبحت الآن كرة في ساحتنا، وسبقنا هو إلى أول منازل الآخرة.
“علال الفاسي” يا صحاب في حدائقكم التي تجول فيها وهو يدفع عنها استعمارا غليظا، وهو في مدارسكم التي أنشأها ليدرس أطفالكم القرآن الكريم وينشأوا على حب الإسلام العظيم، ويشربوا اللغة العربية الفصيحة شربا، فهي اللغة التي كرمها الله بأن أنزل بها كتابه.
علال الفاسي يا صحاب سُجن وشرد حين دافع عن حقكم في بلاد المسلمين التي تقاسمتها أوروبا بوحشية، وعذبوا أهلها وسرقوا خيراتها، فإذا بالمغرب العربي يسمع نداءاته وهو يذكر بأن الأعداء احتلوا بلدكم وعذبوكم وسجنوكم، وفوق هذا كافحوا من أجل اختراق صفوفكم كي لا تتوحدوا تحت راية الإسلام، حتى و هم يخرجون من بلادكم أرادوا أن يغرسوا الشحناء والبغضاء بينكم.
فاذهبوا إلى قبر صاحبكم (علال) وأخبروه أنه بينكم ما زال يحيا بشموخ يعلو على كل مستعمر بغيض؛ بشروا صاحبكم أنكم ما زلتم تحيون بنور الإسلام الذي يجمع ولا يفرق، بل يسمو فوق كل عنصرية تريد تمزيق الصف المسلم. وبشروه بأن اللغة العربية التي هي جسر عظيم لثقافتكم الإسلامية ما زالت هي الجذر الأقوى بين كل الفروع.