إنَّ الـزَّمانَ – ولا أعيبُ – زَماني
والعَيْبُ كُلُّ العَيْبِ في الإنسانِ
غَــدْرٌ جَــزاؤُكَ لــو بَـذَلْـتَ مَـحَـبَّةً
والـنُّـفسَ والأَمــوالَ لـلخِلَّانِ
مَـرَضٌ أَلَـمَّ بِـكُلِّ أَفـئِدَةِ الـوَرَى
جَـعَلَ الـقلوبَ كَـصَخرَةِ الـصُّوَّانِ
فـانْـدَكَّ صَــرْحٌ لِـلإخـاءِ بِـغَـدْرِهِمْ
وهَـوَى الـوفاءُ مُـضَرَّجَ الأرْدانِ
حَتَّى غَدَتْ أخلاقُ أصحابِ النَّدَى
دُونَ العَبيدِ وتَحتَ كُلِّ مُشانِ
فـاسْـوَدَّتِ الـدُّنـيا وغــارَ نَـعِـيمُها
وغَــدَتْ خَـمـائِلُها بِـلا أفْـنانِ
وتَـمَـزَّقَ الأمَــلُ الَّـذي رَبَّـيتُهُ
كـادَتْ يَـدِي تُـلْقِيهِ فـي الأكْـفانِ
حَـتَّى هَـمَى غَـيثُ الـسَّماءِ بِـغادَةٍ
فـتَبَدَّلَتْ بِـهُطُولِها أحْزاني
وتَـجَـدَّدَ الأمَـلُ الـهزيلُ بِـنورِها
وعَـرَفْتُ بـعْدَ شُـرُوقِها عُـنواني
عــادَتْ حُـروفي وازْدَهَـتْ لِـجَمِيلَتي
وتَـرَنَّمَتْ لِـعبيرِها أوزانـي
يــا ربِّ تَـمِّـمْ فَـرْحَتي بـلِقائِها
واغْـفِرْ إذا عـانَقْتُ غُـصْنَ الـبانِ