رأيتُ رغيف الشمس ينهر سـائلا
ويرفــع مفعــولاً وينصب فاعـلا
فتطرُقُ أبـــوابَ المدينةِ مومِسٌ
وتقتاد من أقصى المدينة جاهلا
بقايا مساحيق الغسيل عواصفٌ
فـتـبّـاً لمغسـولٍ يلـوّث غـاســـلا
تمطت بلا وجهٍ لتكشفَ عريـهــا
وتتــركَ في كــل الدروبِ مهــازلا
تماهتْ دكاكينُ الطفولةِ وانطوتْ
وباتَ الدعيُّ اليــومَ يُنكــرُ فاضـلا
فما عاد ذاك الماء يروي عُطاشَنا
ولا عاد ذاك البحرُ يروي سـواحلا
وأرصفتي ضاقتْ بوسـعِ سـمائها
وكانت بـلا شــكٍّ تفيـض قوافـــلا
فلمـا رأيتُ الليــلَ ينهـش بعضَـه
عجبـتُ لمقتــولٍ يشـيِّــعُ قاتـــلا
أسيرُ على رأسـي وأتركُ خَطوتي
لتبنـي لهــا بيـن النجـوم منــازلا
وتمشي على الأهداب آيةُ طهرِنـا
لتجعـلَ من روحِ الضيــاء بدائــلا
هو الصبح من خلفِ التلالِ ملوِّحٌ
تبـاركـت يا صبحــاً يلــوح مغــازلا