“هذا الوقت سوف يمضي”.
جملة نُقِشَتْ على خاتم ملك هندي لكي تذكره عندما يكون حزينا، أن الشمس ستشرق بعد غروبها. وتذكره في حالة فرحه أن هذه الشمس ستغرب بعد شروقها.
الآه التي ننطقها في حالتي الفرح والحزن، هي نفس الآه، لكن برنات مختلفة!
وأحيانا يمتزج الفرح والحزن، فتكون رنة الآه مميزة، ناعمة، مختلفة لا يحس بمعناها إلا الذي عاش هذين الشعورين في نفس اللحظة.
لماذا نحزن ونحن نعلم أن الفرح قادم، وأن الحزن هو مجرد مرحلة عابرة في حياتنا. نعلم أنه من واجبنا عيش الفصول الأربعة، وأنه علينا تقبل كل الألوان التي تُزين لوحة حياتنا.
نعلم أننا لا نستطيع فرض الحب على من لايرحب بِنَا في السكن في قلبه، وأنه علينا احترام من يرسل إلينا العديد من بطاقات الدعوات لكي نسكن قصر قلبه، لكننا نفضل قراءة البطاقات دون تلبيتها، خوفا من حزن قد يصيبنا فيهلك قلبنا الذي لم يعد يتحمل النكسات.
نعلم أن الاهتمام والحب والصدق هم أساس نجاح العلاقات الاجتماعية، لكننا نبني هذا الأساس مع بعض العلاقات ونهدمها مع علاقات أخرى، وكأننا لسنا خبراء بسياسة التعايش الاجتماعي، أو ربما لا ننتبه إلى احتمال فقدان الأشخاص والأشياء إلا بعد فقدانها!
ونعلم أيضا أنه يجب علينا أن نجدّ ونجتهد من أجل الوصول إلى قمة النجاح، لكننا نبقى واقفين في نفس المكان الذي وقفنا فيه السنة قبلها، وكأننا ننتظر أن تمطر السماء نجاحا وازدهارا، أو ربما ننتظر زيارة مفاجئة للحظ الذي لاوجود له في أرضنا!!
نعلم الكثير لكننا نتجاهل كل ما نعلم.. ليس غباء.. ليس جهلا.. إنه العقل الباطن الذي قرر أن ينام لفترة طويلة.
إلى متى سنظل نقرأ ما يكتبه الآخرون، دون أن نكتب ما نؤمن به ونرغب فيه بمشاركته للعالم، إلى متى سنظل نستهلك ما يخترعه أشخاص ربما نحن أذكى منهم، لكن عقلنا الباطن ما زال نائما، يرفض استعمال خلاياه المتميزة؟
إلى متى سنردد جملة: “هذا الوقت سوف يمضي”، بدل ترديد جملة: “هذا الوقت سوف يسجله التاريخ بتدوين نجاحاتنا”.