متى يبكي الرجال !!!؟
يبكون عند إحساسهم بالعجز و الهوان
أمام صروف الدهر و تكالب الزمان
يقولون: كيف للرجال أن يبكوا !!!؟
فما البكاء و العويل إلا من
شيم النساء و الصبيان!!
تردد هذا الكلام على مسمعي
على مر الأيام و طول الزمان
أقول : يبكي الرجال بصوتهم الرنان
من الألم والقهر وانعدام الأمان
و ضيق الصدر بما يحمل من أحزان
يستغيثون بالخالق المنان
أن يرفع عنهم البلاء و يشفيهم
من الأسقام الجسام التي تحطم
كبرياءهم و تهدر أنفة الإنسان
يبكون كلما استعصى عليهم الأمر
إذا غلبهم المرض و الفقر وضيق الحال
يبكون من جبروت الجلاد حيث لا يستطيعون إبداء العصيان
ويضيقون ذرعا بالبوم في البستان
يبكون إذا غابت الشمس وراء الكثبان
يبكون إذا غرقوا في اليم ولم يبلغوا الشطآن…
يبكون عندما تتحكم الخيبة في مصائرهم ولا يجدون حلا لأزماتهم
يبكون إذا سلبوا حريتهم خلف الجدران
يبكون عندما تخلو بيوتهم من الأمان
و من رغيف خبز حاف يسد حاجة الأبدان
يبكون إذا تألم أطفالهم من الجوع
و العري و لم يستطيعوا منحهم
على حياتهم بعض الاطمئنان …
يبكون عندما يقفون عاجزين أمام
الغبن المتحكم في قلوب الضعفاء
و في الشريان…
يبكون على ضياع كرامتهم بين الأنام
يبكون كلما حاولوا دون جدوى
تفتيت الآلام و الأحزان
والخروج من كرب الحياة إلى بر الأمان …
لكل هذا يبكي الرجال كالنساء و كالصبيان…