في مدح الرسول _ الشاعر ظميان غدير

0
362

لميلادِهِ ثغرُ الضحى يتبسّمُ

وللبدرِ إطراقٌ فليسَ يتمتمُ

ورُبَّ حصاةٍ في الحجازِ تأنّقت

عسى يطأُ المُختارُ فيها فتنعمُ

لقدْ خشعتْ أطوادُ مكة و ارتوتْ

بأنفاسِهِ خرسى الجبالِ تَكلّمُ

تكسّرَ ضوء الشمس حبّا لنورِهِ

وأيقنَ أنّ المصطفى منهُ أعظمُ

يداهُ هي المأوى لكلّ أمانةٍ

إلى صدقِهِ كَلِماتُنا تَتَأمَّمُ

أحاديثهُ الضوءُ الذي ظلّ مبحرًا

تصحُّ بهِ أرواحُنا وتُرمَّمُ

طَهورٌ لهُ النخلاتُ تلجأُ رغبةً

بأردانِهِ بكرُ الرياحينِ تحلمُ

يَحِنُّ على الأرض الغليظةِ مشفقًا

ومن عطفهِ النهريّ حبًّا يقسّمُ

وَيُشرَعُ بابُ الدهرِ في صلواتِهِ

وراحتُهُ ثوبٌ من الحبّ مُلهمُ

بهِ تبدأُ الأيّامُ يخضرّ صوتُها

برحمتهِ أعتى الدَّياجيرِ تُهدمُ

يداهُ كماءِ الغيثِ يَمسحُ خطوةً

أضلّتْ حِجا الدهر الذي يتوّهمُ

لهذا يميلُ الغصنُ نحو غديرِهِ

وتصبو إليه الأرض و الرملُ مُغرمُ

كم اجتاح سيلُ البؤس قبل مجيئهِ

وكم حلَّ بالإنسانِ جَهلٌ عَرَمْرَمُ

ولولاهُ لولاهُ الحياة خرائبٌ

فها قد أتى من لِلخرائبِ يهزمُ

ولولاهُ لولاهُ الورودُ حزينةٌ

ووجهُ الرُّبى من سطوةِ الحزنِ مُعتمُ

يسيرُ بأجفانِ النًّجومِ لَهُ رنتْ

فسارتْ وإمَّا قامَ لا تتقدّمُ

سَرتْ رعشةُ الغيماتِ من ومضاتِهِ

وكلّ لسانٍ للهوى يتلعّثمُ

يبايعُهُ وهجُ الأماني بروحنا

على ثقةٍ أن سوفَ يحنو ويُكرمُ

ويشربُ من أثوابه النهر ظامئًا

وأثوابُهُ فيهِ تلذُّ وتلثمُ

يماماتُ هذا الدهرِ حطّتْ بعينِهِ

لتأمنَ في عينيهِ لو جارَ مجرمُ

طفولةُ أزهارِ الربيعِ تلمّستْ

خطاهُ عسى تزكو و يشدو لها فمُ

فتنطقُ بالعطرِ الأنيقِ وتنتشى

بأطيابِها الدنيا إذا ما تنسّمُ

لمن مقلتي الثكلى تسحُّ دموعُها

بغيرِ سناهُ هل أصحُّ وأسلَمُ ؟

تنيرُ معاني الحب من ذكرِ أحمدٍ

بهِ تعتلي أشعارُنا و تُقوّمُ

أيا سيّدي هذي الثقوبُ بمهجتي

تضمّدُها الذِّكرى لأنّكَ بلسمُ

ولبّي أضاعتْهُ الخطوب فكيف لي

إذا غيّبوا عنّي غبارَكَ أفهمُ

رأيتكَ في القرآنِ و القلبُ ذاهلٌ

أأنتَ أمامي ضاءَ من وجهِكِ الدمُ

تهجّاكَ قلبي إنّ حبّكَ آيةٌ

توضأ من معناكَ قلبي المتيّمُ

تأنّقَ خطوي في قفارِ توجّسي

وشعّتْ خطى روحي إذِ الدربُ مُبهمُ

أتيتُ و شعري خاشعٌ فيهِ رعدةٌ

لأنَّ مقالي دونَ قدرِكَ مظلمُ

ولم أغلُ في مدحٍ ولم أبدعِ الرّؤى

ولكنْ بكَ اختالَ القصيدُ المُهَشَّمُ

بغيرِكَ لا تهمي النفوسُ محبّةً

ودونَ عطاياكَ الحياةُ جهنّمُ

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here