

سنوات والكثيرون يكتبون عني وينتقدونني ولم آبه لهم، لكن ما كتبه ويكتبه أحمد حضراوي عني أوجعني.
هذا ما قاله وما زال يردده الدكتور عبد الله بوصوف لأحد مقربيه في مكتبه بمقر مجلس الجالية المغربية في الخارج الكائن في حي الرياض، وقد استشعر خطورة الكلمات التي توجه فوهة قاموسها نحوه دون انقطاع، كيف لا وهو الذي جعل من معرض الكتاب نشاطا من أهم نشاطاته رغم أنه لا دار نشر ولا علاقة له ولمجلسه بالكتاب لا من قريب ولا من بعيد. يبذر الأموال الطائلة على أيام من المعرض ليجني من ورائها أموالا أضخم يحولها إلى حساباته السرية وحسابات آل بيته.
نعم يكسب المال لكنه لم يستطع أن يكسب أقلام المهجر الوازنة ويشاركها في مشاريعها الفكرية والثقافية التي لو فعل لاستطاع خلق لوبي مغربي حقيقي يفرض من خلاله مواقف المغرب في كل المجالات على مجموعة من الدول والمنظمات والهيئات الدولية، بل ويتصدر مشروعا حضاريا بتلك العقول، ويغير من موقعه المفاهيم والرؤى من خلال تأسيس وكالات ثقافية وفكرية (لا وكالاته كما يراها هو)، وأجسام واعية مرنة تمرر الخطاب المغربي إلى أوصال المجتمعات الأوروبية والأمريكية والآسيوية، وهي قادرة على ذلك لو كان المسؤول المباشر عنها في مستوى الدور الحضاري ومستوى الفهم ومستوى الواجب تجاه العقول المغربية المهاجرة. ولكن للأسف الشديد، فإن الدكتور عبد الله بوصوف له نزعات نفسية واهتمامات أخرى، وحدها من تستحق الإنفاق، الإنفاق من المال العام المغربي الذي يشعر مواليه وحريمه الذين يتوصلون بصكوكه أنه منحة منه وهبة وعطاء.
ما يكتبه أحمد حضراوي عني أوجعني، وسيوجعك دكتور أكثر لأنك تعلم جيدا أن الشعراء عبر التاريخ وخاصة أصحاب المبدأ من أتباع عمرو بن كلثوم وعروة بن الورد وعنترة بن شداد، الذين لم يطرقوا باب أحد يوما لينالوا عطاءه بشعرهم أو ينالوا حظوة لديه، وأنت تعلم علم اليقين أننا ما جئناك متكسبين، ولا سبق لنا أن طرقنا باب محجتك لولا أنك أصررتَ على رؤيتنا وعرضت علينا ما لم يعرضه سيف الدولة الحمداني على أبي فراس، لكنك كنت معنا كاذبا حين صدقناك، وماكرا حين ظننا بك خيرا، وغادرا حين فتحنا لك صدورنا بالحب والتقدير.
أوجعناك نعم، وسنوجعك، لكننا لا نريد بك أو لك سوءا، ولا داعي أن تبعث لنا فضلاء حاشيتك يترجوننا أن نتوقف عنك لأنه لا نفسيتك ولا صحتك أصبحتا تتحملان ثقل مدادنا في ميزان افترائك علينا، فنحن لا ننتقدك كشخص، بل ننتقد فيك المسؤول الذي تعود على الضحك على ذقون المصفقين له الطامعين في رضاه، المصطفين ذبابا خانعا خلف فتات صحونه وبقايا طعامه.
نحن شعراء نشد الحجر على بطوننا ولا نأكل من موائد الذل، وهؤلاء الشعراء سيوجعونك أكثر لأنك تدري وأكيد أنك تدري أننا لا نعدم حرفا ولا نعدم حجة، ولا نعدم جرأة على الحق، ولا نخشى الحروب الطويلة، فنحن أبناء البسوس وداحس والغبراء، والحرب التي لا نخوضها لـ40 سنة تُدخلكَ صحراءها فلا تسلم من تيهها، لا نكلف أنفسنا عناء شد الرحال إليها.
تركت لك ذبابك -تربية يدك- وبئس ما استثمرتَ فيه طوال مدة جلوسك على كرسي المجلس، فما هزنا طنينه، لكن حين بلغنا -ومن داخل مكتبك دائما- أنهم زينوا لك بأحلامهم العصفورية وأجسامهم البغلية أنهم لنا ندا وأنهم على كبح جماحنا هنا في بروكسل بل وأوروبا قادرين، وأنك صدقت أن لك هنا رجالا وما هم إلى أمة الرجال بمنتسبين، هششنا بأصبعنا فتساقطوا ولم نستخسر فيهم ثمن مبيد للحشرات، فانقلبوا بمشيئة من الله خارج ظل شجرة تفاحتك، وتحولوا من الهجوم إلى الدفاع والبحث عن إيجاد مخارج لهم مما فتحناه عليهم من أبواب اشتغال بأنفسهم يوارون عوراتهم على صفحات فايسبوكهم بما يحسنونه من شتم وقذف “وتخسار الهضرة”. تحولوا إلى الدفاع عن أنفسهم ونسوك في مغبة بحثهم عن شجرة أو حجر يتخفون خلفهما.
تعلمُ كما أعلم أن لا وقت لدي للذباب، وتعلم أنك حين آذنتني بالغدر والكذب ونقض العهد آذنتك بالحرف، وتعلم أني لن أتقهقر خطوة إلى الوراء ما لم أفضح سوء تدبيرك لمجلس الجالية حتى يصل صوتي وصوت الشرفاء مثلي إلى ملك البلاد، وتعلم أن يوم حسابك قد أوشك، وتعلم أن ما وارته ثلوج الشتاء تكشفه شمس الصيف (لْخبار فْ راسك).
إن كنتَ ترانا كما تروج خلسة لذبابك لينشروه كذبا وزيفا أننا حاولنا النصب عليك أو سرقة مال المجلس من خلال مشاريع وهمية، فقد أدنتَ نفسك بكذبك هذا وتلفيقك هذا، وإن لم تكن قد أدركت ما قمتَ به شرحنا لك:
– بتسريبك أي خبر عن المشاريع التي طلبتها أنتَ مني كشاعر وإعلامي وفاعل ثقافي في بلجيكا، فذلك معناه أنك مسؤول غير مؤتمن، وفي غير مستوى المسؤولية، وهذه وحدها فضيحة مهنية لك.
– إن كنتَ تزعم كما سربتَ لذبابك أن مشاريعنا وهمية فأين جوابك الرسمي عليها وقد أرسلناها إليك بطرق رسمية “إيميل المجلس”، بعد أن تسلمتها منا يدا في جماعة من أطر الخارج، وسؤالنا المباشر والواضح: أين ردك الرسمي ورد المجلس عليها الذي يتهمنا بتضخيم مشاريعنا “الوهمية” كما يحلو لذبابك أن يسميه، رغم أن إشعاع ما نقوم به من أنشطة ثقافية قد بلغ بفضل الله ومنته أقاصي الأرض ومغاربها؟
– إذا كانت كل مشاريعنا وهمية فما دافع استدعائك لي مرتين للقائك، وما دافع عرضك شراكة مجلسك الدائمة معنا؟
– إذا كانت مشاريعنا وهمية، فلماذا سطوت عليها ونفذتها باسمك واسم أتباعك منذ 2016 بالحرف؟
– إذا كانت مشاريعنا الوهمية فلماذا تحوم حول كل المتساقطين ثقافيا في بلجيكا وتدفعهم إلى خلق كيان أو كيانات ثقافية منافسة لنا أو بديلة، وعينك على كسر تجربتنا؟
– إذا كانت مشاريعنا وهمية فلماذا تسلط علينا ذبابك وقد عدمتكم الحجة، فلم تجدوا سبيلا للنيل منا إلا التعرض لأعراضنا؟ ولن تناولوا منها شيئا لأنك وكيلها الله سبحانه وتعالى.
– كن شجاعا سيدي عبد الله بوصوف، وانشر أدلة محاولة نصبنا عليك كما تزعم تديننا به، وادمغنا بما لديك من حجج، وتكلم أنت لكي نسمعك، فنحن لا نفقه لغة الذباب.
رُدّ عليى هذه الرسالة وأعدك أن أنشر ردك على هذا المنبر ذاته، ورمضان كريم.