في خطابه، قال إغناسيو غاريغا، رئيش حزب المتطرفين فوكس، لأنصاره إن “الانفصالية ستحكم بالتأكيد”، وأضاف مرشح اليمين المتطرف أن حزبه سوف “يستعيد كاتالونيا التي أخذوها منا. بارك الرب كاتالونيا وإسبانيا”.
وأضاف القيادي المتطرف في خطابه منتشيا بنتائج الانتخابات الجهوية الأخيرة أمام بعض من أنصاره: “بعد الليلة، سانتياغو أباسكال (زعيم الحزب) أقرب إلى أن يصبح رئيسا للحكومة الإسبانية”.
هذ التصريحات أصبحت موضوع الساعة لدى مغاربة الاقليم، والجالية العربية المسلمة عموما، حيث شكل فوز حزب “عدو المسلمين” مفاجأة يخشون تبعاتها.
حيث دخل vox البرلمان الكتالوني بقوة وتجاوز كل التوقعات. وكانت تلك هي إحدى مفاجآت الليلة الانتخابية، التي يتم فيها للمرة الأولى تسجيل مشاركة حزب اليمين المتطرف في الانتخابات الكتالونية.
وتوقعت استطلاعات الرأي عدة مقاعد لحزب فوكس المتطرف، بهامش يتراوح من 6 إلى 7 مقاعد، رغم أن الحزب المتطرف الذي يبني خطابه على كراهية الأجانب وخاصة المسلمين، حقق نتيجة غير مسبوقة: 11 نائبا، بأكثر من 7٪ من مجموع الأصوات، ما يجعله رابع أكبر قوة سياسية في كاتالونيا.
وتظهر البيانات الديموغرافية لعام 2019 أن عدد الأجانب في كاتالونيا مستمر في النمو، أكثر من 70 ألفا خلال عام 2019 وحده. من بين سكان كتالونيا الأجانب، ما يقرب من 25 في المائة، هم مغاربة (223،626) وباكستان (49،131)، فضلا عن آلاف المهاجرين من بلدان إسلامية أخرى.
وظلت كاتالونيا معروفة بنسيجها الاجتماعي الذي يضم مهاجرين من كل أنحاء العالم، حيث توجد مدارس إسلامية، كما وافقت الحكومة الكاتلانية على تدريس الدين الإسلامي في المدارس العامة للطلاب المسلمين.
وبعد دخول اليمين المتطرف إلى البرلمان، لا شك أنه سيحاول فرض خطابه المتطرف وطرح الهجرة والإسلام والمسلمين كمواضيع للنقاش العام في الإقليم، لكن محدودية قوته السياسية (11 نائب من أصل 135) لا تسمح له بتمرير أي مبادرات سياسية قد تستهدف المهاجرين المسلمين.ا
غير أن الطبقة السياسية الكاتالانية عموما ترفض إقامة أي علاقات مع الحزب المتطرف، حيث أعلن مرشح الحزب الاشتراكي، الفائز بالانتخابات، أنه سيبدأ جولة مشاورات تشمل جميع الأحزاب باستثناء الحزب اليميني المتطرف، وهو ما سيساهم في عزله برلمانيا.