سَكَنْتُ اللَّيْلَ
وَاخْتَرَقْتُ عُمْقَ السُّكُون
رَكبْتُ الْبَحْرَ
وَعَصَفْتُ كَالْمَوْجِ الْمَجْنُون
اِفْتَرَشْتُ الْعِشْقَ
وَعَانَقْتُ سِحْرَ الْجُفُون
سَكَبْتُ الْحِبْرَ
وَكَتَبْتُ شِعْرًا بِكَلَامٍ مَوْزُون
اِرْتَشَفْتُ مِنْ كَأْسِ الْهَوَى
وَاحْتَسَيْتُ مِنْ أَعْذَاقِ الْفُتُون
غَرِقْتُ فِي أَثِيرِ الْجَوَى
حَتَّى أَسْكَرْتُ الْعُيُون
نَثَرْتُ الْوُرُودَ وَمَزَجْتُ الرُّوحَ
بِعِطْرِ الشَّوْقِ الْمَكْنُون
دَاعَبْتُ الْفُصُولَ
وَعَانَقْتُ أَنْفَاسَ الْوَلَهِ الْمَسْجُون
أَدْمَنْتُ السَّهَرَ وَزَرَعْتُ الْأَمَلَ
فِي بُطُونِ الْغُصُون
عَشِقْتُ الْوُجُودُ .. كَسَرْتُ الْقُيُودَ
وَنَسَفْتُ الظُّنُون
صَنَعْتُ ابْتِسَامَتِي
مِن أَلْحَانِ الْقَلْبِ الْمَفْتُون
نَسَجْتُ ثَوْبَ عُرْسِي
مِن خُيُوطِ النُّورِ الْمَصُون
حُبُّكَ يَا سَيِّدِي .. كَعِبْقِ الْأَرِيجِ
يَحْتَوِينِي بِجُنُون
يُبَعْثِرُنِي .. يُلَمَلِمُنِي .. يُسْحِرُنِي
وَيُنْسِينِي الشُّجُون
حُبُّكَ نَبْعٌ يَرْوِيني وَيُحْيِينِي
وَفِي الْوَرِيدِ مَحْقُون
يَحْمِلُنِي .. يُدَاعِبُنِي
وَيُرَاقِصُنِي عَلَى الْوَتَرِ الْحَنُون
فَدْوَاكَ عُمْرِي
وَكُلُّ شَيْءٍ فِي هَوَاكَ يَهُون..