عناق الأرض والإنسان __ الشاعر زيد الطهراوي

0
216

لك الحدائق والأفنان شاخصة

وقلبي الغض للأحلام يرتجل

وأنت ما أنت إلا البحر أرقبه

فيستدير إليَّ العطر والأمل

قضيت عمرك في الأبراج صامتة

مثل الحمائم لا غل ولا جدل

بيضاء إن صفقت في البعد هامسة

خضراء إن هبطت بالبذل ينتقل

حكايتي الشمس إن غابت مذكرة

بالليل يخفي شجوني حين تكتمل

أو كالجذور إذا أضمرتها خرجت

أزهارها في ضمير الكون ترتحل

خضنا الحياة معا والشدو يجمعنا

وتحتوي حبنا الأنداء والمقل

كنا غريبين لكن حين أسندنا

نور المحبة غاب الحزن والوجل

وقلت لي : هل صحيح أن وردتنا

ستغمر الأرض والأشواك تندمل

فقلت : قلبي فداء الريح إن عصفت

فجاد غيم وقام البدر يحتفل

ولم أزل أرتقي في ذروة نهضت

وخافقي نبضه بالعزم يكتحل

والشوق فوق عيوني بات في قلق

والفقد رغم سيوف البعد محتمل

بعض اللقاء يداوي النفس مجهدة

مثل البشارة قد أصغى لها الطلل

إذا مكثت وحيداً فوق أمنيتي

ألوِّن الحلم للأفواج إذ رحلوا

فلست أمكث مخذولا بلا شغف

ولا جريحاً مع الآلام أنسدل

وإن رحلت مع الآمال منسجماً

كهجرة الطير إذ ضاقت بها السبل

فلست أرحل عن حلم أكونه

إلا لحلم توارى ثم ينهمل

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here