رواية عصابة شيرين وببلاوي في حلقات
-٢-
صفر صفر إثنين صفر واحد صفرين سبعتين، كمان صفر سبعة أربعة ثلاثة وهوب أربعة، الرقم الذي تتصل عليه غير متوفر حاليا، إضغط…
صفرين إثنين صفر واحد واحد خمسة ثلاثة ثمانية كمان خمسة ستة سبعة ستة تسعة، الرقم الذي تحاول الاتصال به مغلق أو غير متوفر حاليا، اضـ…
– يووووه، إنتي فين بس يا بنت الــ..، ولا بلاش شتيمة لاحسن أروح النار هههههه!
إنتي فين بس، رحتي فين الساعة دي، انا جيعان، عايز أكل يا شيرين، إوعي تكوني.. لا مش حرحمك المرة دي، لازم آخذ حقي، آه الحق حق والاتفاق هو الاتفاق، ولا هو الواحد حيبقى راجل الزاي إذا ما فرضش كلمتو على مراتو؟
ما زال يحاول كمن أصيب بحالة هيستيريا قوية أن يتصل بشيرين التي أخبرته أنها ستقضي يوم الجمعة هذا ببيت أبيها بفيصل لكنها لا تجيب على مكالماته بل أن حتى خطها مقفول، تذكر أخاها نبيل فجأة، لم لا يتصل به هو ليعرف منه هل هي ببيت الوالد أم أنها غيرت وجهتها إلى مكان آخر لا تريده أن يعلم به أو يكتشفه.
صفرين، اثنين صفر واحد واحد ثلاث اثنينات ثلاثة خمسة واحد تسعة أربعة:
– ألوووو، فينك يا عم نبيل، يعني لا بتسأل ولا بتعدي علينا ف الظاهر.
– والله يا عم ببلاوي إنت عارف الظروف، الشغل تعبان، والبنزين مفيش وووو…
– الله يخرب بيت الثورة ع اللي عملوا الثورة.
– والله عندك حق، ده احنا كنا كويسين مع مبارك، كانت أيام..!
– إلا قل لي، شيرين عندك؟
– أنا برة البيت دي الوقتي، بس أكلم لك الحاجة وأرد عليك.
ترن ترن ترن..
– أيوه يا نبيل..
– نبيل مين يا رخم، أنا شيرين.
– شيرين، إنتي كنتي فين طول النهار، وإيه حكاية موبايلك المقفول من الصبح.
– كنت في الشغل يا حمش، بس تعرف، طلعت براءة لأنك افتكرتني راجل مش واحدة من إياهم.
– أنا افتكرتك نبيل أخوك.
– بهزر معاك، ليه هو لو كنت بتكلم ستااااات كنت حزعل منك يعني ولا كنت حزعل، مانا عارفه البير وغطاه ههه، هو انت كنت محتاجو ف حاجة؟
– ثاني يا شيرين ثاني، إنتي ليه بتسممي بدني زي كل مرة بموالك ده؟ كنت عايز أعرف منه يا ستي إنتي وصلت بيت أبوك ولا لسه.
– وعرفت دي الوقت ههههه؟
– إيه يا شيخة، إنتي شاربة حاجة ولا إيه؟
– شاربة شربات يا دلعدي، ولا اقولك من الصنف اللي بتشربه انت هههه.
– وبعدين معاك، قولي كنتي فين، وراجعة البيت إمتى بس؟
– كنت في الشغل يا بيه.
– شغل! شغل إيه ده اللي انتي بتشتغليه؟
– الشغل الشغل الشغل، كنت يا حبيبي في الشغل…
– وبعدين بقى، إتلمي شوية يا بت.
– بت لما تبتك يا حبيبي هههه..
– لا الظاهر انكي انتي رايقة النهار ده، هو فيه إيه؟
– يا احمد يا ابن ام ببلاوي بالمختصر المفيد أنا كنت في الشغل اللي انت بتشغلني فيه، ولو كنت ناسي أفكرك.
– هو انتي كان عندك بروفة النهار ده؟
– آه برووووفة يا افندم هههه مع صاحبك المسمسم، بس تصدق ده مليان، وكمان هو بصراحة هو جامـ…
– خلاص يا ولية، بلاش التفاصيل دي، أهم شيء تكوني انبسطتي، ولا من غير ما اسال، ما هو باين. إلا هو اداكي كام؟
– إداني كام يا شيخ منظر، وانت مالك؟ يعني هو كان هبر من لحمك ولا كان هبر من لحمي؟
– هبر! إيه الالفاظ دي يا بت، ده انتي بقيتي بيئة.
– تربية إيدك يا ببلاوي، ولا نسيت، وان كنت نسيت أفكرك بقى يا فحلي!
– خلاص، هو اداكي كام، زي ما اتفقت معاه ولا زودك حبتين؟
– ما انت عارف انه كريم، وبيزود!
– أكيد انتي كمان زودتيه حاجات أوبسن كمان؟
– طب بلاش تزودها انت كمان، إختشي يا جوزي، دي أسرار الشغل، دي أسرااااار، وبصراحة مالكش فيها خالص غير زي كل مرة.
– والله وبقيتي معلمة يا شوشو، من ايام لسة كنتي بتروحي ع الزبون وانت خايفة وعاملة زي الفرخة المذبوحة، ودي الوقت لا وإيه، بقى قلبك جامد ولا شيخ الغفر في بلدنا.
– ما هو من غلبي معاك، هو في راجل بيعمل مع امراتو اللي بتعملو معايا يا.. يا ذكر.
– ما هو غصبا عننا يا شيرين، انتي عارفة البير وغطاه، وشايفة الصحة معصلكة معايا خالص، والمصاريف اللي…
– شايفة يا خويا بس نقطني بسكاتك، أنا بالبيت، رجعت من شوية.
ترن ترن ترن…
– في إيه ثاني يا حبيبتي.
– حبيبتك مين، أنا نبيل، كنت عايز أقولك إن..
– عارف هي لسة مكلماني وقالت إنها رجعت البيت.
– هههه، إنت بتقول لاختي يا حبيبتي هههه، مش عيب عليك؟!
-دي مراتي حلالي، ولا نسيت هههه؟
– هههه، نسيت أنك تجوزتها هههه، أنا لسة ببالي أيام ما كنت مصاحبها، حتى إنها.. منك وانتو لسة مخطوبين قبل ما.. كنت ووو..
– وبعدين في السيرة دي يا نبيل، أسيبك دي الوقت لأنو ورايا مكالمة مهمة.
– أوكى يا حمش، أنا كنت بهزر معاك بس.
يقفل أحمد الببلاوي السكة وهو يلعن جهرا يومه هذا ويلعن زوجته، ولا يبخس صهره بنصيب وافر من الشتائم: عيلة حواري صحيح.
– تاكسي… ميدان الظاهر من فضلك وبعديها حدلك ع العنوان…
ما دام فيها بنكنوت، يفضل الببلاوي ألا يتمرمط في عربية المواصلات التي يضطر إلى دفع الدوبل بسبب جثته الضخمة، فالمقعد الواحد لا يكفيه، وبما أن المدام قد بشرته بما يدفئ الجيب ويشحن الهاتف فلا ضير من ركوب تاكسي.
وهو ينزل بصعوبة من السيارة، لا ينسى أن يتصل بحبيبة قلبه التي (اداتو بومبة) بعدما أخلف وعده لها بالزواج حتى أنها حاولت الانتحار بسبب ذلك، “م.ج”: صفر، واحد صفر، تسعة، صفر، أربعة صفر اثنين أربعة واحد ثمانية:
– إنت عايز إيه بعد كل اللي عملتو فيا؟
– عايز أمسي ع الحبايب، أنا بحبك يا ميمي، ونفسي أتفاهم معاك.
– حل عني يا احمد، حل عني يا ببلاوي، وإلا والنبي لافضحك، إنت سيرتك بقت كلها بـِ.. بلاوي.
– لا وعلى إيه، سلام عليكم.
صفر، واحد، صفر اثنين واحد، ثمانية، تسعة، اثنين اثنين سبعة خمسة: ألو، الزيك يا حبيبتي، واحشاني موت، القناة اللي بشتغل فيها، ادوني دفعة مهمة ع الحساب، ونفسي أدلعك، بس القرشانة اللي عندي بالبيت أدبر لها مشوار وابعث لك تيجيني البيت.
– أوكي حبيبي.
– أنا محضر لك كيلو عسل نحل عشان بعرف إنك بتحبي الماساج.
– اختشي بقى يا احمد، الله. ولو إني عارفه أنو مفيش فايده منك هههه، لكني حاجي عشان أسمع كلامك الحلو بس، مانت عارف نقطة ضعفي، لازمني مصاريف للجامعة وووو…
– خلاص يا ياسمين خلاص فهمت فهمت.. أوكي باي دي الوقت أنا وصلت باب العمارة.
– سلام يا خويا.
يفتح الباب ويدخل الشقة: نصيبي فين؟