حوّاءُ إن الحرب تعلَنُ كل حينْ
بيني وبينك كل حب لا يلينْ
سيف العتاب شهادة أكفانها
ورد يحنُّ إلى كفوفك والجبينْ
لا تعلني نصرا فإن هزيمتي
بعثت رجائي حين عَتّقهُ الأنينْ
لا تجرحي شوك الدروب مشيتها
بفؤادي الحافي إلى بئر الحنينْ
ويدي أنا قدح سكبتُ رواءه
طللا على وشم تناسته السنينْ
تلك اليد البيضاء يفقع لونها
للعاشقين بشهقة النفَس الجَنينْ
ما زال يهفو نحو نهرك جرعة
وكأنه الأردنُّ قبلته معينْ
عيناك أنت ضفافه وغريقه
هذا الذي قد مسه اللحظ المبينْ
شفة الرمال بعتْبة الماء انمحت
كلماتها فتقاسمت حرفا دفينْ
صحراؤها المعنى وخطوة سادر
ورصاصة حيرى بأرصفة اليقينْ
الموت شفرتها، طلاسم لحدها
بعث يؤزُّ رجامه من بعد طينْ
وسؤاله المفتون آخر فتنة
لحضارة الوأد المرصعة اليمينْ
يا آخر الغضب الذي أرتاده
يا آخر الدمعات في قلبي الحزينْ
هو برزخ الطرق الأخير ببابها
تفاحة المنفى وميلادي الضنينْ
سفر الخطايا خصف أوراقي التي
نزفت بحبر الصبر في جودي السفينْ
شعثا هبطتُ حقيبتي، أسماؤها
عُلِّمتها فنسيت برهاني رهينْ
خلفي كفاف الحس يورق ذنبَها
وأمامي الغزل القديم أتى يُدينْ
قال اخلع الصفة الغريمة وارتشف
قضما جديدا في الجنان وكُن أمينْ !