نبضي إليكِ كدعوة النُّسّاكِ
هل للصبابة غيرُ وجه رضاكِ ؟
تغرين محرابي بتوبة مذنب
ألف الضلال فكان مثل هداكِ
قد كان أصغر طهره، متبتلا
كشَف الحجاب ليختلي بهواكِ
في طلعة كالماء يغمر ثغره
في أوبة الظمأ العظيم، أتاكِ
ما مر منه إليك من سيارة
ما أوردوا حبلا يثير خطاكِ
بشرى لرقٍّ لم يزل، أسرارهم
تخفي لهيب الأرض حين طواكِ
كان الطريق إلى عزيزة قصرها
ما غلّقت أبوابها للقاك
قاتلتُ دونك ثم سقت لأسرها
والأسر أنت وسدرة الأشواك
أسريت بي رؤيا لكوكبك الذي
سُبر الجمال به وقال كفاك
ووهبتني خبز الجراح وصحبة
كانت أساي بموقد الأفلاكِ
فرعونُ حين رآك ضم جناحه
وهوى علي بسيفه الفتاكِ
أوصى رفاتي أن يصير غبارها
فقدا فصارت وردة لشذاكِ
لما دنا منها يعطر صبحه
ألقا جنا من لحظ كحل باكي
وجهي تدلى من أنين سلامها
ذكرى تثور ولم تثر لسواك
وتحل بي في فيك قبلة مغرم
بالبعث يسدل فوْهة المسواكِ
لما رأى ذاتي بعين حبيبتي
وهواي حاط بها كما الأسلاكِ
لفظ الذي قد ظل يضمر دهره
يحكيه لكن لم يكن بالحاكي
قد كان هارونا وموسى لم يكن
إلا أنا وعصاي تقرع شاكي
فلقت له رشدا ركبتُ عبابه
لأعود نحوك يونسا بدعاكِ !