لَا تُرْسِلِي بَيْنَ السُّطُورِ أَزِيزَا
أَدْرِي بِأَنِّي اليَوْمَ لَسْتُ عَزِيزَا
اَلحُبُّ كَانَ وَلَمْ يَعُدْ فَتَحَرَّرِي
مِنْ وَهْمِ قَيْدِي وَانْقُضِي تَطْرِيزَا
أَنَا لَسْتُ قَيْساً فِي الغَرَامِ وَأَنْتِ مَا
قَدْ كُنْتِ فِي بَذْلِ الصَّفَا تِيرِيزَا
تَارِيخُ أَعْتَابِ النِّسَاءِ كَتَبْتُهُ
وَرَسَمْتُ فَوْقَ كُفُوفِهِ فَيْرُوزَا
وَفَتَقْتُ عِزَّتَهُنَّ بِاسْمِ قَصِيدَتِي
وَنَثَرْتُ مِنْ أَشْلَائِهِنَّ كُنُوزَا
لَمَّا تَحَسَّسْتُ المَكَامِنَ كُلَّهَا
صَارَتْ طَبِيعَتُهُنَّ لِي تَعْجِيزَا
حَسْبِي مِنَ الكَلِمَاتِ مَا قَدْ قُلْتُهُ
فِي لَجْمِهِنَّ وَمَا نَطَقْتُ وَجِيزَا
حَسْبِي تَمَايُلُهُنَّ بَيْنَ قَصَائِدِي
وَتَراً يُحَرِّكُ جِلْدهُ بَارِيزَا
عَاقَرْتُهَا قَامُوسَ أَسْطُرِ غُرْبَتِي
بَرَزَتْ تَجَاعِيداً تَلُومُ عَجُوزَا
كُلُّ البِدَايَاتِ الَّتِي أَنْهَيْتُهَا
عَادَتْ تُعَانِدُ لِلْكِتَابِ بُرُوزَا
سَحَلَتْ بَقَايَا الرِّيحِ فِي أَصْدَائِهَا
وَاسْتَعْذَبَتْ فِي نَفْثِهَا نَيْرُوزَا
سَحَلَتْ نَوَاصِي المَاءِ نَحْوَ رِحَابِهَا
فَامْتَدَّ فِي صَلَوَاتِهَا مَحْجُوزَا
مِحْرَابُ دُونْكِيشُوتَ سَالَ بِوَهْمِهِ
وَرَوَاهُ فَوْقَ حِمَارهِ مَارْكِيزَا
طَاحُونَةُ المَوْتَى اسْتَعَارَتْ وَجْهَهُ
وَصَفَتْ لِظِلِّ تُرَابِهِ تَمْيِيزَا
لَا يَطْمَئِنُّ البَعْثُ إِلَّا قَارِعاً
مُدُنَ النِّسَاءِ سَلَبْنَهُ تَجْهِيزَا
كَانَتْ وَهَلْ لِلْكَانَ بَيْعَةُ نَازِكٍ
لِصَحِيفَةِ السَّيَّابَ زَادَ نُشُوزَا
مَنْ يَحْمِلُ التَّابُوتَ فَوْقَ جَنَاحِهِ
إِلَّا هَوَى فِي وَجْهِهِ جِنْكِيزَا
فُضَّتْ بَكَارَاتُ الكِتَابِ، أَصَابِعِي
لَنْ تَسْأَلَ الحَبْرَ القَدِيمَ رُمُوزَا