الحب لا يأتي إلى الشعراءِ
إلا سرابا في صفاتِ الماءِ
حسبوه من نبع القصيدة، أخطؤوا
فالحب طبع كان من حواء
كان الخطيئة، لم يزلها، وجهُه
مرآة حزن دونما أسماءِ !
تتكبرين! أما علمتِ بأنني
جذعٌ وأنت الريش في الأنواءِ؟
بعض من “النون” المديدة حفنة
من توت تاء في سلال نساءِ
نقط من الحبر القديم يجف في
نصف الدواة بغفلة الإنشاء
إني جمعت بما رميتِ حقيقتي
فوجدت في أمم الحصى أشلائي
فبنيت بالحجر الكثيف حضارتي
فرميتني بحضارة الإغواء
سبع بقلبي قد ترتب رجمُها
والباقيات الراجمات حُدائي !
تلك الخرائط رحلتي للمنتهى
ونهاية الخطوات صمتُ ندائي
من ألف عام في التمرس في الهوى
سلّمتُ للمجهول كل قضائي
من غير أطلال وغير قصائد
من غير شاهد قُبّراتِ التاءِ
البعث في شفتيك وهم آخرٌ
ومثول ظني جاب أرض شقائي
أصغي إلى صمت يناوش لهفتي
فيردها لسريرة الأهواء
طالت رمال العد طال جريدها
من غير ما قبل بحضن لقاءِ !
سِنة تجوب الدهر في معراجها
وتجر ألسنة من البلغاء
قد مضمضتْ لحمي بنشوة غربتي
وتقاسمت نفسي مع الجبناء
من قال هيت الحب جاد وريده
نزفا يؤرق دورة استسقاء..