“الغروب” :
أنسل من عمق المرايا كالثواني ناسيا جرحي
خفيفا، طازجا
لما تركت الباب مفتوحا- لأمنح صورتي بعض الحياة- نسيت أني قاتل
أجتاز ذاتي، أقطع الأيام في رفق
ولي قلب بطهر الياسمين مخضب
لا ملك لي، لا صولجان
ولا إمارة أشتريها بالخداع وتشتريني
فالخروج من الفراغ خديعة
كبرى كسحر الذكريات
كثورة الأحلام في عطر المساءات الجميلة
والغموض بنكهة التفاح
أول قضمة كشفت أقانيم الفضيلة
لست ربّاً للبراءة أو إلها للخصوبة
لست إلا شاعرا
وإن اختلفتم ربما في مقتلي
أنا واحد أختال في طين الجنوب
وربما كنت الوحيد من الصبابة
هائما، قلقاً
أغرغر في المتاهة
أعشق النهر الموشى باليمام
وقسوة الجدات فوق حنانهن
وضحكة البنت الجنوبيةْ
والشمس وهي تراقص الأكواخ
تمتحن السواقي
تستثير النخل حتى
يقتفي همس الصبايا القاصرات وهن
عند فم الشروق
أنا كغيري لا أتوب
أذوب في أنفاسهن
وفي الخلاخيل التي يلبسن
إذ يعزفن موسيقا جنونيةْ
أنا لا أفكر في الهروب غدا
إذا الشفق الحزين دنا ومد هنا يدا
أو قد تدلى فوق وجه الماء سرا
لا إثارة في الغروب
فكيف يكتب فيه ألف قصيدة
أنا لا أرى إلا النهاية فيه
والشيخوخة الحيةْ
هذا الغروب هو الهروب
بعينه
خوف المواجهة الشريفة
وانتحار الناي فوق نهاية التتر الحزين
وشهقة الطير المهاجر
بعد أن فقد الهوية