الشعر ، أصابع تحترق __ د. محمد كنوف

0
66
د. محمد كنوف، باحث في الفلسفة والنظرية النقدية، ألمانيا

 

“الشعر ، أصابع تحترق” :

 

ثقيل هواء النافذة،
وثقيل ضجيج أسمائناعلى الشرفات،
ثقيلة هي دورة الحليب في صدر
قصيدة تحن إلى شاعرها،
ثقيلة هي مفرداتنا
والرؤى في غبش الصباح البارد ثقيل.

 

تفتح التلال أبوابها ليدينا
هذا العشب يعلقنا بخيط الندى،
تفتح البلاد نوافذها كلما
خف الشتاء، أو كلما خرق صيف الغيمة
هواء الذهاب إلى جذع الميلاد،
هناك ولد فينا الكلام، ولم يمت الشهود،
وولدنا نباتا في الأبجدية ،لنربي
هذه السماء البعيدة عن ركبتينا.

 

ولدنا لتتسع المفردات في الحقول،
لتعلقنا نحلة بجناحها، أم بخصلتها،
لنحمل معا، نشيد الخيزران، والقمح،
لنكمل عناق الطير بعد هذا
الهواء البعيد والشعر.

 

صباح الخير يا هواءنا الشعري،
يا قهوتنا الساخنة،
صباح الياسمين لصدرنا المعد
للإنشاد،
وصباح وقتنا للكتابة عما يتجول فينا،
ولصدرنا حين ينجب ناياته من قصب
الروح،

 

صباح يملأ هواءه فمنا المغني،
عينا في القلب باللغة ورؤى في الشمس.
أنقرأ الألواح المعلقة بأصابعنا؟ أم ندون
عن سيرة الكلمات الغائبة؟
يسأل شاعر أدماه الحصى المعرق
في الكتابة العارفة.

 

 

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here