اثنتان لا ثقة فيهما: حقبة الكورونا، والهواتف الذكية – د. محمد الشرقاوي

0
333

 

قد يستغفل المرء نفسه ويجازف في الاعتقاد بقطعية التكنولوجيا والاتكال على تخزين الأرقام وكافة البيانات في هاتف يدعي أنه “ذكي” بشكل أزلي. ولك في ذلك كل الحق في الفخر والاعتزاز أنك رائد من رواد الرقمنة والعولمة التكنولوجية، إلى حين أن يخرج عليك الهاتف الذكي بطلعة غير ذكية ذات صباح، ويرفض العودة إلى صواب ذكائه. تحاول كل الأزرار والحيل لإعادته إلى زمن تألقه بضغطة زر وأضواء متوهجة وتطبيقات مرصوصة أمام عينيك وهي تقول “نحن في الخدمة”!
هاتفي الذي كلّفني أكثر من 700 دولار أصبح عنيدا صنديدا لا يراعي رفقة العمر ولا أخلاقيات الصداقة، لا يتغيّر حاله على الشاشة إلاّ من “رمز شركة آبل” إلا إلى صورة “شاشة بيضاء وحبل شحن كهربائي”. هكذا بدأت معركتي مع جهاز كان ذكيا في يوم من الأيام، وأصبحت اليوم أنا “الغبي” في معركة دونكوشونية لا أريد أن أخسر فيها كل المعلومات والأرقام إذا غامرت بإعادة توظيب الجهاز. فقوق هذا كله، أنا الكسول أيضا، بعد الإقرار بالغباء، بعدم نقل تلك البيانات إلى إنكلاود منذ أكثر من عام.
يستمر نضالي أمام الكمبيوتر لليوم الثالث على التوالي لإنقاذ الهاتف من إتلاف ما فيه من بيانات. والأروع أننا في حقبة كورونا، ولا محلات آبل تفتح أبوابها ولا هواتفها تجد من يرد على اتصالات العالقين مثلي في معركة وجودية: أنا وانتحار الهاتف ولعنة كورونا.
للأصدقاء الذين لم أردّ على تواصلهم هذا الأسبوع، أقترح إرسال أرقامهم عبر الميسنجر (الخاص).
نصيحة للجميع: اجعلوا استراحة كورونا فرصة حكمة وحسن بصيرة بنقل المعلومات المهمة لديكم من جهاز يدعي أنه “الصديق الوفي”!

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here