تم اعتقال مواطن إسباني من طرف الشرطة الوطنية وتم تقديمه يوم الجمعة للعدالة على خلفية اتهامه بتوجيه ركلات في منطقة الرأس لمواطن مغربي حتى الموت، حدث ذلك بالمنطقة المحاذية للمحطة البحرية لمدينة الجزيرة الخضراء.. وتأتي حادثة قتل المواطن المغربي بتلك الطريقة الوحشية والمهينة من طرف مجرم إسباني في وقت يوجد فيه المئات من المغاربة تقطعت بهم السبل بنفس المدينة يعيشون وضعية تسكع وتيه، وفي ظروف سوسيو اقتصادية مأساوية بعد أن طال أمد انتظار أن تفتح حدود الوطن في وجوههم، وبعد نفاد ما كان بحوزتهم من مال، مما أجبر الكثيرين منهم على النوم في الخلاء، وعلى تسول الطعام واستجداء المارة، أو تعاطي السرقة وأعمال النشل حسب ما صرح لي به مصدر من عين المكان. وهذه المحنة/ الظاهرة تشمل كافة المدن الإسبانية الحدودية كالجزيرة الخضراء وسبتة ومليلية، منذ أن تم منع المواطنات والمواطنين الراغبين في العودة إلى المغرب من اجتياز الحدود..
في الضفة الجنوبية من البحر الأبيض المتوسط وبالتحديد في مدينة سبتة، قرر المحامي منصف السعيد الدخول في إضراب مفتوح عن الطعام حتى عودته حيا أو ميتا إلى وطنه بعد أن ظل عالقا المنطقة الحدودية لمنطقة التاراخال برفقة والدته المريضة منذ 13 مارس الجاري تاريخ اتخاذ الحكومة المغربية لقرار إغلاق الحدود في وجه المواطنين المغاربة الذين فاجأهم الإغلاق، وهم في طريق العودة نحو المغرب بعد أن كانوا في رحلات سياحية أو في زيارة أقارب لهم، قاطنون بإسبانيا..
المحامي منصف السعيد رجل قانون وهو مقتنع تماما أن إمعان السلطات المغربية في حرمان مواطنيها من العودة إلى بلدهم قرار مناقض لديباجة الدستور، ويتنافى مع مضامين الإعلان العالمي لحقوق الإنسان ذات الصلة بصيانة حق الأفراد في التصرف في مواطنتهم، بكل حرية داخل نطاق القوانين..
كل التضامن مع الأستاذ المنصف في خوضه لمعركة الأمعاء الخاوية دفاعا عن حقه المشروع في المواطنة الكاملة غير المنقوصة، والحق غير المجزئ أو القابل للتأويل في الدخول والخروج من أرض الوطن متى شاء، وإلا سيصبح حمل الهوية المغربية عديم القيمة، وخاضعا للابتذال والتبخيس والمساومات، وهذا من دون أدنى شك ما تسعى إليه سلطات المخزن من خلال مواصلة إغلاق الحدود في وجه المغاربة وتعريضهم للتشرد، وامتهان الكرامة والإذلال، ومخاطر الموت قتلا على يد عصابات القتلة العنصريين، علاوة على مخاطر الإصابة بفيروس الكورونا..