أمشير – أحمد حضراوي

0
947

هي تعترفْ..
إن القصيدة وحدها من تعترفْ
أنّ انكسار اللام كان على الألف
وبأنما الشعراء..
حين تشابكت أوراقهم
لابدّ كانت تختلف!
هي تعترف..
ما كل من كتب القصيدة رصّها
ما كل من خطب الجميلة فضّها
ما كل  من ..
زعم البطولة محترف!
يا سيدي إنّا..
و مهما نختلف
الشعر نحن وأنت
شعرا نقترف
الشمس ملك يميننا
بشفاهنا لك تنكشف
والمعجزات قلوبنا
بتبتل العذراء حبا ترتشف!
فأفق..
فإنّ خطى الخليل
ووأدة الآهات
ما رُسمت مدى.. عند التقاء الروح
نعلا
غير نعلك من خطاك لتتصف!
ودَع القصيدة و القصيد
ولا تخف
لا “تنكسف”..
ما كنت يوما شاعرا
أنّى لتصبح شاعرا
ما كنتَ يوما ثائرا!
مذ كنت في قيد  الخليقة  حائرا
رابطت في جيف القوافي خائرا
فإذا تحرر ذل لهوك صار ذلا آخرا
ما كان نورك باهرا
لما عبرنا الشعر في الجسر الأخير
فنحن لم ننس الغواة
فكيف ننسى الحالمينَ..
التائهين بغير إرهاص اليقين
لما سلكنا نحو موسى مِسكنا..
بجزيرةٍ..
كانت مواطن أعين للسالكين
في حجم معجزة الشفاه
وأنت حول العجل
تسأله القصيدة
كي تسبّحها بشلو السادريين
بأزقّة نحو السماء
و ليس في تلك السماء
أزقّة للعابرين
لا ترتجف!
أمشير ليس ليرتجف
ولو استعان بكل ريح
فوق خدّ مليحة
ما كان يشرب سمها في المنتصف
ما كان يوما ألثغا

ما كان  يتركها..
تقدّ ثيابه في ليل ضعف
ما كان  يدعوها  بليلى
ثم يُسمعها النصوص بنفسه
كم مرة قرأَت قصائده
بلثغة صوته
ما كان ينقصه لسانٌ
أو بيانٌ
كي يرتلها القصائد وحده

كم مرة قد راودته
لهجر ليلى
آه ليلى
آه موسيقاه
في شرفات كهف!
في كل خارطة الرجولة
حين تعقر كل حرف
مهرا لصمت قِرانها..
من كل حيف!
يا سيدي..
لو أنّ كحل حبيبتي
قد كان بارود الرصاصة
بل نهبه رصاصتين..
خرساء أولى
ثم تنطق مرّتين
فلأن عينيها
أريج شهادتين
يا ليتني المقتول
لما نظرةً..
ألقت إليّ
فنظرتين!
بعَث القصيدة حينما اندملت جراحا
بعد تلك الطعنتين!
يا سيدي..
فلنفترق!
لَم نتفق..
لن نتفق..
لِم نتفق

أم كيف للشعراء أن يتعقبوا الغاوين نحو المنزلق!
أم رابط الكهان..
في رحم القصيدة كالنفق
من بعدما..
حبلت بهم سحرا
وحين الرجم ما قد كان منهم من نطق
قد كنت وحدي من صدق
قد كنت وحدي من تكلّم مهده
وسط العشيرة وانطلق
يا سيدي ..
البس معجم الكلمات نعلا
و ابتعد
ما الشعر صمت كليمه
كن شاعرا إن شئت لكن قل: مدد
عشنا فصار الشعر
والشعراء تحسب بالعدد
هاذي القصيدة تستشف
إن شئت خذها لا تخف
بعكاظ أنت فلا تخف
في حضرة الشعراء
خذها وانصرف!

 

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here