Home Slider site سمية الحوام تجربة نموذجية ومسار نضالي لمغاربة العالم – فكري بوشوعو
إن كان ما تقدمه كل وقفة من وقفاتنا الإعلامية من تجارب يسلط عليها الضوء خلال ما يقدمه أصحابها من دلالات وأعمال تصب في الكشف عن حقائق الحياة والأدوار التي قد تكون لها صدى إيجابي على المجتمع بصفة عامة، وإن كان عمق الدلالات ذاتها يبين أن في وقفة إعلامية معينة يكون انطباعها جد مهم، لاسيما وهي تعرض تجارب وأدوار المرأة المغربية وتحدياتها في جل المجالات باعتبارها كقيمة تضيف الشيء الكثير لابد على أصحاب القرارات أن ينظروا إلى تلك القيمة بنظرة تفاعلية وتقييمية والكف عن نظرة التملك والتملق، فإن سمية الحوام تعتبر من بين التجارب النسائية التي خلقت لنفسها مكانة اجتماعية مرموقة، ومن النماذج التي ترسل رسائل نضالية من ديار المهجر لتكون لرسائلها عناوين سطرت بالاجتهاد والمثابرة إيمانا منها أن لا شيء في الحياة يأتي بسهولة، وهي تجربة تنطق بالكثير وترسم لوحة تلخص لمعنى أن يكون للنضال درب طويل ومسار قد تكثر فيه السقطات وأنت تصارع الحياة بكل مكوناتها.
سمية الحوام وهي تحكي درب حياتها في إحدى حلقات برنامج إذاعي، يجعلك تعي معنى أن يكون لتجربة نسائية مخاض عسير ينطلق من مهد يتيم، الانطلاقة المتجلية بالأساس في أوضاع اجتماعية قاسية بسيدي قاسم، مرورا من تجربة إسبانيا أسست لجحيم كوابيس الغربة، ووقوفا عند تجربة بروكسيل كمحطة، كان لابد لتجربة قاسية أن تكلل بمكانة نالت تقدير المجتمع البلجيكي وامتنان الأسرة الصغيرة في حقها كامرأة وأم ومناضلة مغربية في ديار المهجر .
كما جعلت السيدة سمية تجربتها منفتحة على كل ما يوحي بالحياة، ونسج علاقات اجتماعية استطاعت أن تدخل عالم الإبداع من خلال أحد الفنون السبعة وهو فن الزجل الذي يخرج من أعمدة الشعر لاعتبارات يعرف كل من له دراية بتجربة الزجالة وهي تناقش كل ما له صلة بمغاربة العالم.
تفاعلا مع كل تجربة نسائية كان النضال عنوانها البارز ، وانسجاما مع كل صوت جعله الدرب يقاسي قسوة الوطن ومعاناة الغربة، فإن جل وقفاتنا المتواضعة تصب في التقاط أي تجربة وصوت يثبت أن لكل مسار عسير مكانة وتقدير وقيمة..