قيد الجراح – ماهر الأمين

0
805

لكليكما الحرْفُ الذي أنّقْتُه

والحرفُ مادام الكرامُ مُؤنَّقُ

جُرْحي هناك وذاك جرحي جائِشٌ 

يا ذا العراقُ وكلُّ جُرحٍ مُقْلِقُ

جرحان قد صدَقا فقولا واحدٌ

ما انفكَ جـرحٌ يستغيثُ ويزعقُ

ما انفك ودٌ في الفؤاد ومثلهُ

عند اللذَين إليهما أتحرّقُ

شوقا فما مثل العراق وأهلهِ

بيتُ القصيـد وشاعرٌ متألقُ

هن الفرائدُ قد دُعِيْنَ إلى الفتَى

يُغْرَى بهنّ ويُستلذُ ويُرْهَقُ

بإزاء دجلة والفرات تلفُّتي

من قال :إني لا أهيمُ وأعشقُ؟

فَلَكـمْ أرِقْتُ تشوفا وتلهفا

وحملتُ بين أضالعــي ما يُؤرِقُ

وسكبْتُ من حرّ الدموعِ ولم أزل

قلبا يـرفّ ودمـعة تَـتـدفَـــقُ

(غازي)* وقد صاغ الحروف قصيدة.. 

(والقاسميُّ)* الألمعيُّ الأشْدَقُ

مَحّضتُماني النّصح يا ابنَي ماجدٍ

فالعهد أنّي بعد ذلك أصْدُقُ

أعطيته للأكرَمَيْنِ وموثقا

والدين أحْفظ ُ للكرامِ وأوْثَقُ

والمرء في حل إذا قصرت به

أسبابه عمـا يُراد ويُلحقُ

إنّي التمستُ عَبُوْقَها مستنشقا

وظننت أنّي دونها مشتنشقُ

وحلَمت أني في بلاط ملوكها

أتلو القصيدَ فتشرئِبُ الأعْنُقُ

فلئن أطعتُ من الجوانحِ ما دعتْ 

فأنا المُطيـعُ وقائل ومُصّدقُ

ولئن بكيتُ فدون ما يُبكي لهُ

حُلَـلُ الثناءِ وواثق ٌمُسْتــَوْثِقُ

وفـخـارنـا أبـدا بهِ إذ نلتقـي 

قيد الجراحِ وليس فينا مُعتقُ

يا صاحبـيّ ِوأنتما أبدا بهِ

وأنا البعيـدُ بناظريّ أُحَدِّقُ

فَزِعًا مِنَ الأحْـداثِ جَلّ مُصَابُها

وتـنـازعٌ بـالـنّـفـسِ لا يـتـرفـقُ

هل فرّقته قبائلٌ وعشائرٌ 

أم بُثَ فيهم فتنة فتفرقوا ؟!

أنكرتُ قولة صادق يمشي بها

إن ّالدماءَ بكـلِ رَبْـعٍ تـهـرقُ

كبرى الحوادث لو تريث ذو الحجى 

فعساهُ يعرفُ ما جناهُ الأحمقُ!!!

يا صاحبيَّ وكلنا في مَشْرقٍ

وأذلنا في المشرقينِ المشرقُ

وكأنها تلك العروبةُ مِحْنَةٌ

إذ ما نُحِبُّ مُلَوِّعٌ ومُمَزِّقُ

يَمّمْتُ نحوكَ يا عراقُ بِبُرْدَتِي

ونظمتُ فيك قصيدةً لا تُرْهِـقُ

لكما السّلامُ صويحبيَّ برَبْعِه ِ

وسلامُ مِنْ مِصْرَ العروبةِ أعبقُ

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

* غازي : المعنيُّ : الأستاذ غازي أحمد أبوطبيخ- أديب كبيروشاعر عراقي معاصر.

* القاسمي : المعنيُّ : الأستاذ كريم القاسم – أديب كبير وناقـد عراقي معاصر.

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here