” حجر .. ومقلاع ” ؟؟!!
” عندما ينطق الحجر ” ؟؟!!
تنويه :
أحداث وشخوص النص مستوحاة من صورة الطفل الرضيع الذي كان يحمل ” حجر ” ويشارك في ” مسيرة العودة وكسر الحصار ” …. ولا فضل للكاتب على النص … اللهم سوى الصياغة الأدبية فحسب .
إهداء خاص :
إلى الطفل ” حامل الحجر ”
إلى كل ” أطفال الحجارة ” .
إلى كل من أنطق الحجر .
إلى كل من حمل ويحمل ” حجر ”
وإلى كل من شارك ويشارك في ” مسيرة العودة وكسر الحصار ” عن غزة .
( الكاتب )
——————————
.. لقد كتبت يا سيدي عن المصابين والجرحى .. وعن الشهداء .
لقد كتبت عن الثوار .. المقاومين .. المحبين .. العشاق …
لقد كتبت عن الرجال … النساء .. الأطفال … وعن العجائز .
لقد كتبت يا سيدي عن البشر … الشجر .. عن القمر … وعن البحر .
لقد كتبت يا سيدي عن كل هؤلاء وأكثر ؛ فلماذا لم تكتب عني ؟؟!! .. لماذا لم تكتب عني بالله عليك وقد كتبت عن كل أولئك ؟؟!!.:. ألأني ” حجر ” .. ” حجر لا ينطق ؟؟!! .
لا يا سيدي بالمطلق .. فحقّاً بأنني ” حجر ” ؛ ولكني أنطق .. أتكلم .. فأنا لم أعد ” أخرس ” ..
فلتكتب عني يا سيدي .. اُكتب عن ” الحجر “.. فتحت بعض الظروف والأحوال والمناخات ينطق ” الحجر ” ويصبح كالبشر .. وهذا هو أنا ..
اُكتب عن ” الحجر ” .. واكتب حكاية سرمدية عنوانها :
” عندما ينطق الحجر ” ..
هل ترى ذلك الطفل الرضيع صاحب الصورة والذي يحمل ” الحجر ” والذي يرنو ببصره إلى البعيد البعيد ..
إلى ما وراء تلك الحدود
.. نحو وطنه .. وطن الآباء والجدود
نحو وطن سلبه منه ومنهم اليهود
وطن .. كانت تسكنه العمالقة والأسود
وفي غفلة من الزمن .. احتلته القرود ..
إنه من علمني أن أنطق .. حقّاً بأنه لم يتعلم النطق بعد .. ولكنه تعلم كيف يحمل ” الحجر ” لكي يشارك في “مسيرة العودة وكسر الحصار ” ؛ فلم تعد المشاركة قاصرة على الرجال والنساء . . ولم تعد حكراً على الشباب .. بل أصبح من حقي ” كحجر ” أن أشارك تماماً كما هو الأمر بالنسبة للطفل الذي يحملني .. فأصبحت سلاحاً فاعلًا في المسيرة جنباً إلى جنب مع سلاح ” الطائرات الورقية ” التي أدخلت الرعب والخوف في قلوب جنود العدو المغتصب ..
جنباً إلى جنب مع صلاح ” الكاوتشوك ” الذي استعمله المشاركون فكان سلاحاً فاعلاً أعمى بصر جنود العدو ..
جنباً إلى جنب مع سلاح ” المقلاع ” الذي رجح كفة ميزان المواجهة لصالح المشاركين .
.. ” الحجر لا يناطح المخرز “
.. ما جدوى ” الحجر ” في وجه ” المدفع “.
بالله عليك يا سيدي لا تردد مثل تلك المقولات الخاطئة .. فهي مجرد خزعبلات أكل الدهر عليها وشرب ..
بل قل .. ” المخرز لا يناطح الكف “
ذلك عندما يكون ” المخرز ” صدئاً .. عندما يكون على ضلال .. عندما يكون عقيماً فاقداً للشرعية .
ذلك عندما يكون الكف قويّاً بما فيه الكفاية ؛ عندما يكون على حق .. عندما يكون مؤمناً بعدالة قضيته .
بل قل : ما جدوى ” المدفع ” أمام ” الحجر ” ؟؟!!
ذلك عندما يكون ” الحجر ” .. و ” حامل الحجر ” يملك القوة والشجاعة ؛ يعمل من أجل استعادة حقه ووطنه السليب ..
عندما يكون حامل الحجر طفلاً رضع حب الوطن قبل أن يرضع لبن صدر أمه ..
وعندما يكون ” المدفع ” جباناً رعديداً .. سارقاً للحق .. يعمل ضد الإنسانية وضد الحق ؛ لصالح الباطل ” .
عندها ؛ يصبح ” الحجر ” أقوى من ” المدفع ” .. وأقوى من كل المدافع .
لقد عرف سري هذا الطفل الرضيع .. هذا الطفل الذي لم يتعلم النطق بعد .. عرف كيف يهزني … يفجرني .. ينطقني .
ها هو يحملني .. وسوف يطلقني في وجه العدو الغاصب .. سيطيرني كالعصفور في السماء مغرداً .
سيطلقني نحو هدف يرنو إليه .. في موعد كان ينتظره منذ زمن بعيد .. ليحقق أمله وأمنيته .
سيطلقني نحو الهدف .. بدقة متناهية .. لكي يعوض آلام السنين العجاف التي كانت .. ومعاناة العمر الذي مضى ..
فها أنا قد نطقت .. نطقت أخيراً بعد أن علمني الطفل الوليد النطق … وقبل أن يتعلم هو النطق ..
وها نحن سوياً نسمع الأرض .. السماء .. الكون صوتنا .. صوت الحق .
ها قد سمعني الجميع يا سيدي .. فأنا لم أعد ” أخرس ” .. فلقد نطقت على يد طفل … فغداً يكبر الطفل ” حامل الحجر ” ويتعلم النطق .. ويحكي للكون كله .. حكاية حجر كان يحمله ذات يوم وهو طفل صغير لم يتعلم النطق … وسوف يتحف الجميع بأروع حكاية سطرها التاريخ .. حكاية اسمها :
” عندما ينطق الحجر ” ؟؟!!
فلتكتب عني يا سيدي .. أكتب عن ” الحجر “.. فتحت بعض الظروف والأحوال والمناخات ينطق ” الحجر ” ويصبح كالبشر .. وهذا هو أنا ..
فاكتب عن ” الحجر ” .. واكتب حكاية سرمدية عنوانها :
” عندما ينطق الحجر ” ..