يا ثلجُ، قَدْ كُنْتَ ضَيْفاً غالِياً زَمَنا
وَكُنْتَ تُذْهِبُ عَنّا الْهَمَّ وَالْحَزَنا
فَكَيْفَ صِرْتَ ثَقيلاً لا يُطاقُ، إِذا
لِلشّامِ لاحَ يُثيرُ الْغَمَّ وَالشَّجَنا؟!
وَكُنْتَ إِنْ لُحْتَ تَرْقُصْ كُلُّ غانِيَةٍ
كَأَنَّها قَدْ رَأَتْ مَنْ عُلِّقَتْ زَمَنا
فَكَيْفَ صِرْتَ حَليفَ الْمَوْتِ: تَقْبِضُ مَنْ
نَجا مِنَ الْقَصْفِ لَمّا رَقَّصَ الْمُدُنا؟!
وَكُنْتَ، يا ثَلْجُ، لِلْأَطْفالِ لُعْبَتَهُمْ
فَكَيْفَ صِرْتَ لَهُمْ في عَصْرِنا كَفَنا؟!
يا هارِبينَ مِنَ الْمَوْتِ الزُّؤامِ، لَكُمْ
عَلى الْحُدودِ مَلاكُ الْمَوْتِ قَدْ كَمَنا
لا تَحْزَنوا، إِنَّ مَوْتَ الْحُرِّ أَرْحَمُ مِنْ
ذُلِّ اللُّجوءِ إِلى ما ظَنَّهُ وَطَنا