التقيتها صدفة بالأمس في محطة القطار، كانت رفقة ابنتها الصغيرة التي أخذت الكثير من جمالها، شعرها الأشقر، عيونها الزرقاء وأنفها الصغير.. انحنيتُ إليها، قبلت الطفلة فسألتها عن اسمها، قالت بصوت طفولي لذيذ: أنا ياسمين.
واصلتُ طريقي، عادت بي ذاكرتي لسنوات قد مضت عندما التقينا أيضا صدفة في القطار، تكررت لقاءاتنا وكبرت أحلامنا.. كنا نفرح بسرعة ونتخاصم بسرعة، مرة سألتني: لو رُزقنا بطفلة ماذا نسميها؟
قلتُ: نُسميها.. نُسميها.. نُسميها ياسمين.
لكنها قالتْ بتحدي: لا، نسميها سارة.
قلت: ياسمين!
قالت: سارة.
فتخاصمنا..
كانت الطريق مزدحمة، خفت أن أتأخر عن ابنتي في المدرسة، اتصلت بالمدير :
– ألو، أنا أبو سارة، قد أتأخر بعض الوقت ..