شرعة المرساة – أحمد حضراوي

0
1026

راح تُمد إليّ في وجه الكتابْ
لتشقني نصفين مختصر العقابْ
نصف أنا ورق ونصفٌ آخر
حبر يدوّن كل أسرار السرابْ
بزجاجة تاهت بغير شواطئ
علِقتْ فراغا في تراتيل الغيابْ
وخرائط المنفى ضباب سادر
في كعبه نحتتْ تفاصيل الإيابْ
النورس العربي يفزع رحلتي
وشراع كل اليأس يلتهم السحابْ
في شرعة المرساة سبر غائر
حلم ينازع سم أحشاء الترابْ
ونهاية الكلمات دمع دافق
في عتبة الميناء أُفرغ من جرابْ
كان الوداع حكاية زجلية
رسمت على الأكتاف وشما من عذابْ
والريح غذت نفح ناي أجرب
صقلته بالقبل الجربحة والعتابْ
فإذا تخللتِ المسافة بحره
نكأته بسمتها فألجمها الغِرابْ
بيت تهدم ركنه، ذكرى انمحت
وكأنه عباد شمس يستراب
باب بصفرته توارى مغلقا
فطفت كتابات على آثار بابْ
كان الرصاص بذور أشواق إلى
صدر توسدَ بين سِفر والخرابْ
رفعته أقدار الجنون لحربها
فهوت سلاما فوق أعذار الرقابْ
أعذارها وهم قديم لم يزل
في ضلع صبر الليل يرفل في اضطرابْ
تابوت منتصف الغناء وسكتة
رتقت جديلة سحرها حين ارتيابْ
حتى الحكايات القديمة والندى
والشهرزاد وقد تجلت في رضابْ
في شهقة الوطن البعيد ورجفة
وتزلف النبضات ينجبها الخطابْ
أدمنتُ مس اللثغ معنى مبهما
في معجم الشك اللعين كوجه غابْ
إكليلها قدر المسيح، فراشة
عبثت بلون دم فأصبح كالخضابْ !

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here