عانق أخاك فإنه الإنسانُ
فبحضنه يتكامل الإيمانُ
عانق أخاك كلاكما من آدم
وجميعنا، ما أنزل الرحمانُ
هي صرخة الصلصال في أعماقنا
في بثها تتغير الألوانُ
صار التراب بلادنا وبلادهم
وفما بنا قان ونحن القانُ
في رعشة الشفة المليئة لثغة
كلماتها الناقوس والآذانُ
كلماتها كل الجباه إذا انحنت
لله حتى تخشع الأركانُ
نهر تفرّع في كؤوس غرامنا
وشقائق التكوين هم صنوانُ
هذا يؤم مسابحا بيمينه
وسواه جوهر سَبحها الأديانُ
شبكت دروب القرع عشا طائرا
فلم الطبول وقرعها العنوانُ؟
تلك المقابر فارغاتٍ لم تزل
في ملئها يتنافس الإخوانُ
قابيل يحفرها وينحت لحدها
لو غيّر اسما كله أحزانُ
لو كان هابيلان، كانت حرة
بجمالها يتشقق الهذيانُ
وبلحظها انطفأت سفين شراعها
في إثرها ما أجهش الطوفانُ
في فأس إبراهيم نِحلة صخرة
جُسّت لساعة هدمها النيرانُ
ولموج موسى قبضة مفتولة
شِيدتْ بها في حطة قضبانُ
بخطى المسيح تسيل خبزا طيبا
للجائعين وزيتهم غفرانُ
نصف الحقيقية أغمضت جفنا لها
بتمامها قد أُحكم الفرقانُ
سبط الظماء مشى لزمزم كوبها
فاشتُقّٓ منها الكأس والفنجانُ
قرأٓتْه عينُ الموبقات فأرسلت
كحل النذير وفصله الميدانُ
في كل بيت رحلة مجنونة
شاشاتها خوف له أسنانُ
قد نال لحم العالمين جميعهم
وتفرقت في نعيهم مذ كانوا
صفةُ الزمان مجازر موتورة
وكأننا في وِترها الإعلانُ
لم نرق، كل صفاتنا حجر على
كتفيّ سيزيف، له القيعانُ
آهاتنا متدحرجات والأسى
مُلك الصفات محله التيجانُ
ها نحن نسقي ما الملائك بشرت
في الأرض لما ساءل الرحمانُ!