بيني وبينكِ هذا البحرُ والشطُّ
وغابةٌ، غير موتي ما لها شرطُ
إما غريق، وإما صيدُ ألسنةٍ
رمى وشايتها في متعةٍ رهْطُ
أُقَسِّطُ الآهَ كي لا يحبسوا قمري
في سجن أسمارهم من ليلِ ما اشتطوا
لكنني الآن مسجونٌ ورا لغةٍ
أسوارُها لم تساعِدْ عاشقاً قطُّ
أسدِّدُ الآه بعدَ الآهِ، ثم يرَى
قاضي الهوى أن سيبقى دائماً قسْطُ
وربَّ آهة صبٍّ عرَّفَتْ سحُباً
بقبرِ صاحبها إن يخفِهِ قحطُ
فماتِ، والروحُ من عينيه طالعةٌ
بها ملائكُ ماءٍ في الثَرَى حطُّوا
وشيعَتْنيَ أطيافٌ بذاكرة
مثقوبةٍ لم يزل في موتها نَقْطُ
ويحْلمُ الخدّ أن البعثَ أوله
في قبلَةٍ منْكِ، إذْ منديلُهُمْ سوطُ
كأنْ جهنَّمُ هذا البعْدِ تضبطُ في
عيني منبِّهَ دمعٍ ملَّهُ الضبْطُ
كم قلتُ: يوحَى بشعري فيكِ، مُدْخِلَتي
لجنةٍ.. حُورُهَا -من وحشتي- شُمْطُ
وعَرْضُها في دمي الآلامُ، لا ثمرٌ
من غصنِ قربِكَ إلا طعمه ضغطُ
متى تعودين منِّي، لم تعدْ مدُني
للعشقِ صالحةً، والبحرُ.. لا شطُّ
ولا أصابع أحلامي لشَعْرِكِ في
ليلِ القصيدةِ –حسْبَ المشتهى- مشْطُ
ولا بُحيْرَات بيت الشعرِ نافعةٌ
لملء عينيكِ، حتى يسبح البطُّ
فلستُ غيرَ فتىً كانت قصيدتُهُ
مهراً سيدفعه، لكنَّهُمْ شطُّوا
الآن أدركَ أن الحرْف ليس سوى
حبْرٍ، ومهرُكِ -يا بنتَ المُنَى- نفطُ