وعُرِفْتُ فِي دَرْبِ الهُيَـــامِ بِأَدْمُعِــــي
أنِّــــي المُحِـبُ العَاشِـقُ البَكَّـــــــــــاءُ
سَمِعَتْ فَظَنَّتْ أنَّنِي مِمَّـــنْ غَــــــوَتْ
وأَنَــــا مِنَ العِشْـــقِ الحَــرَامِ بَــــــرَاءُ
قَالَتْ هَلُمَّ .. فَزَلْزَلَــتْ فِي مُقْلَتِـــــــي
مُــــزْنَ الأسَـــى واسَّاقــــــــط الَّلأْلاءُ
فَارْتَابَتِ الغيداءُ أمسِـــــك يا فتـــــــى
هذي الدُّمـــــوعَ سَتغرَقُ الصحــــراءُ
هَوِّنْ عليــــك فليسَ فــــي الغِيْدِ التي
لا تشْتهيـــــكَ عُيُونُهَا الحَـــــــــــوْرَاءُ
فالعِشــــقُ إن كـــانَ الــذي قدمتـَـــه
لتعبَّدَتـْــك مــــــنَ الهَـــــوَى حَـــــوَّاءُ
فارتـــجَّ كوْنـــي كُلُّــــه وأجبتُهـــــــا
ما كانَ عشقــــــي فيـــــكِ يا غيـــداءُ
إنّـــي حبيبـــي لا حبيـــبَ كمثلــــــه
وكمثلــــــــهِ لــــمْ تحمــــــل الغـَبـراءُ
قالـــت فمـــنْ هـــذا فقلــــتُ محمــدٌ
أملــــي وغايــــــةُ قلبــــــي العليــــاءُ
قالـــت وأيــن يعيــشُ قلـتُ بداخلــي
فــي كـــل شُريــــــــانٍ لــــهُ إرســاءُ
قالـــــتْ وكيــــفَ يكــــونُ قلتُ كأنّه
شمــسٌ تذوبُ بنُورِهـــــا الظلْمَـــــاءُ
قالــــتْ فزدْنِــــي أكْؤُساً مِنْ ذكــــرهِ
إنَّ الجـــــــوارحَ للحبيبِ ظِمَــــــــاءُ
فسكبـــتُ قلبي بالكؤوسِ ولـــــمْ تـزَلْ
من فرطِ سُكـْـــرِي تُسكبُ الأعضاءُ