في أحد الليالي الماطرة والعاصفة، كنت جالسا عند النافذة أراقب وأتربص بكل ما يحدث في الخارج. في ذاك الأوان كان الناس جميعهم في ديارهم محتمين من الجو العاصف ومن قطرات المطر التي تبدو كالإبر الحادة، فبعد ذلك أشارت بي عيناي إلى قطة صغيرة وهي في حالة يُرثى لها، أشفقت لحالها وأسرعت في الخروج لإحضارها إلى المنزل.
أخذتها مباشرة إلى المطبخ وقمت بتنشيفها وجلبت لها الطعام، ثم أخذتها إلى السرير وغطيتها بغطاء دافئ، وكل هذا دون علم والديّ. فبقيت القطة في سريري تنعم بنوم هانئ حتى توقفت الأمطار، وأشرقت الشمس وقوس قزح يزين السماء، فأخرجتها من المنزل سعيدة شاكرة.