صــوفي ٱلهـــوى! – سميرة فرجي

0
161

يا سيدي ٱلقاضي سألـت موكلــي
فـبكى وأفصح عن مصاب أسقمــــــه
إني أرى شـبهــا ليـوســــف مـــاثـــــلا
وأجل قدرك في القضــا أن تظلمـــــه
لا لم يكن ثـملا ولـــم يــــك مـــذنبـــــا
لكــــن حــب مـلـيـحـة قــــــد تــيـــمــــــه
وعــدتــــه يومـا أن تجـود بوصلهــــــا
فسقته من كـأس التجني عـلـقـمــــه
وبـــرغــــم مــا جــادت به صبواتــه
نقضت بسهم الهجر ما قد أبرمــه
ألقوه في سجن وخاضوا بالـــــــذي
غل اللسان عن الجواب وألجمــه
قالوا احمرار العين قال سهادهـــــــا
قالـوا تـرنـــح قـــال وجـــد تـرجــمـــــــه
قالوا غيـــاب الوعـــي قــال تــولـــــه
قــالـوا تـلـعــثـــمَ قــال بـوح نـغــمــــــــه
هــو هـكـذا الولهــان يسكره الهوى
وإذا رأى ثـمـــلا يـخـــاله تــــــوأمــــه
فعـــل الموكــل لا يعــد جـريـمــــــــــة
مهـمـا ادعوا فالخمر لم تقرب فمـه
إني وربــك قــد بـحـثـت ولم أجــــــد
في رزمة القانون فصلا جــــرمــــه
أتـدينــه مــن أجــل قــلـب نــابـــــض
والحــب أمــر الله مــن ذا حرمــه؟!
إن كـنـت بـالـتـغــريـــم تـنــوي زجــره
فالشــــوق قبلــك بالمــواجع غـــرمـــه
جرب بصدق أن تعيش ملوعـــــــــــا
وتـــذوق يومـــا مــا اعـــتـــراه وألمــــــه
وإذا سلمت من التمايل والســــرى
فاحكم بأقصى ما ترى وأبح دمــــه
يا سيدي القاضي رجاء لا تثــــــق
في ظاهر الأشيا وحرر معصمـــــه
فلقد قضى موسى برؤيا عينــــــــه
والخــضـــر خــالــفـــــه وربــي علمـــه
هـــو مثـــل صـــوفي ترنح هـــائمـــا
في حب مولاه ويرقب مكرمــــــــــــه
أو راهب في الليل أوقد شمعــــــه
وإذا رأى مــنـــه خــيــالا كــلـمــــــــــــه
يا سيدي القاضي أخالك عــــــادلا
فٱنصف بريئا وٱجل عنه المظلمه
هــذا الذي أخـفــاه فٱخـــل سـبـيـلـــه
وٱشنق بحبل دموعه من سلمـــه !!

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here