يا سيدي ٱلقاضي سألـت موكلــي
فـبكى وأفصح عن مصاب أسقمــــــه
إني أرى شـبهــا ليـوســــف مـــاثـــــلا
وأجل قدرك في القضــا أن تظلمـــــه
لا لم يكن ثـملا ولـــم يــــك مـــذنبـــــا
لكــــن حــب مـلـيـحـة قــــــد تــيـــمــــــه
وعــدتــــه يومـا أن تجـود بوصلهــــــا
فسقته من كـأس التجني عـلـقـمــــه
وبـــرغــــم مــا جــادت به صبواتــه
نقضت بسهم الهجر ما قد أبرمــه
ألقوه في سجن وخاضوا بالـــــــذي
غل اللسان عن الجواب وألجمــه
قالوا احمرار العين قال سهادهـــــــا
قالـوا تـرنـــح قـــال وجـــد تـرجــمـــــــه
قالوا غيـــاب الوعـــي قــال تــولـــــه
قــالـوا تـلـعــثـــمَ قــال بـوح نـغــمــــــــه
هــو هـكـذا الولهــان يسكره الهوى
وإذا رأى ثـمـــلا يـخـــاله تــــــوأمــــه
فعـــل الموكــل لا يعــد جـريـمــــــــــة
مهـمـا ادعوا فالخمر لم تقرب فمـه
إني وربــك قــد بـحـثـت ولم أجــــــد
في رزمة القانون فصلا جــــرمــــه
أتـدينــه مــن أجــل قــلـب نــابـــــض
والحــب أمــر الله مــن ذا حرمــه؟!
إن كـنـت بـالـتـغــريـــم تـنــوي زجــره
فالشــــوق قبلــك بالمــواجع غـــرمـــه
جرب بصدق أن تعيش ملوعـــــــــــا
وتـــذوق يومـــا مــا اعـــتـــراه وألمــــــه
وإذا سلمت من التمايل والســــرى
فاحكم بأقصى ما ترى وأبح دمــــه
يا سيدي القاضي رجاء لا تثــــــق
في ظاهر الأشيا وحرر معصمـــــه
فلقد قضى موسى برؤيا عينــــــــه
والخــضـــر خــالــفـــــه وربــي علمـــه
هـــو مثـــل صـــوفي ترنح هـــائمـــا
في حب مولاه ويرقب مكرمــــــــــــه
أو راهب في الليل أوقد شمعــــــه
وإذا رأى مــنـــه خــيــالا كــلـمــــــــــــه
يا سيدي القاضي أخالك عــــــادلا
فٱنصف بريئا وٱجل عنه المظلمه
هــذا الذي أخـفــاه فٱخـــل سـبـيـلـــه
وٱشنق بحبل دموعه من سلمـــه !!