صانِعَةُ الرِّجالِ – الشاعرة لطيفة تقني

0
288

قِفْ لِلَّتي بَنَتِ الرِّجالَ وَشَيَّدَتْ

صَرْحَ الْحَضارَةِ بِالثَّباتِ طَويلاً

وَالْقَلْبُ يَحْضُنُ عُشَّهُ بِحَرارَةٍ

يَحْمي الصِّغارَ بِبُكْرَةٍ وَأَصيلاً

كَمْ ناضَلَتْ وَتَحَمَّلَتْ بِدَياجِرٍ

دونَ التَّظَلُّمِ بِالْحَياةِ قَليلاً !

أُخْتَ الرِّجالِ لَكَمْ جُرِحْتِ بِخَنْجَرٍ

وَمَسَحْتِ مِلْحَ الْعَيْنِ كانَ مَسيلاً !

أَنْتِ الْحَياةُ وَدِفْءُ شَمْسِكِ ساطِعٌ

مَنْ ذا يَراكِ بُرودَةً وَبَليلاً ؟!!

قِفْ لِلَّتي وَضَعَ الرَّحيمُ جِنانَهُ

بِأَخامِصِ الْقَدَمَيْنِ تَغْدُ جَليلاً

وَاخْفِضْ لَها بِمَحَبَّةٍ نَبَضاتِكَ

قَدْ كُنْتَ في صِغَرٍ تَسيرُ هَزيلاً

أَرْكانُ بَيْتِكَ شاهِدٌ بِجُهودِها

أَجَزاءُ مَعْروفٍ يَكونُ قَتيلاً ؟!!

أَبِناءُ أَحْصِنَةٍ يَكونُ بِرَمْشَةٍ؟

مَنْ ذا الَّذي جَعَلَ الرِّجالَ صَهيلاً؟!!

غَسَلَتْ بِمِلْءِ عُيونِها عَثَراتِهِمْ

وَمَضَتْ تُمَهِّدُ لِلنَّجاحِ سَبيلاً

حَتّامَ تُضْرَبُ أَوْ تُعَنَّفُ كَالْفَتى

وَهِيَ الَّتي بَنَتِ الرِّجالَ نَخيلاً ؟!!

رُدُّوا على ضَرَباتِ مَنْ بِلِسانِهِ

سَوْطٌ بِهِ جَعَلَ الْبَقاءَ ذَليلاً

إِنّي أَرى شَطَطَ النِّساءِ بِخَيْمَةٍ

أَوْ بِالْقُصورِ وَبِالثَّراءِ ثَقيلاً

قَدْ ساءَ مَنْ بِعِنادِهِ وَغُرورِهِ

حَسِبَ النِّساءَ جَهالَةً وَخُمولاً

أَسَيَغْفِرُ اللهُ الرَّحيمُ ذُنوبَهُ

إِنْ كانَ مِنْ كَنَفِ الْضَّلالِ سَليلاً ؟

قِفْ دَعْ غُرورَكَ جانِباً فَبِدونِها

صارَتْ حَياتُكَ مِهْرَجانَ ثَقيلاً

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here