“الكَونُ والكَلِمَة” :
بَدَأْتُ بِبِسْمِ رَبِّي في عُلاهُ
وحَمْدٍ لَسْتُ أَبْلُغُ مُنتهاهُ
لِرَبٍّ َلَيسَ تُشْبِهُهُ البَرايا
وفَوقَ العَرْشِ عالٍ في سَماهُ
يُدَبِّرُ أَمْرَ كُلِّ الخَلْقِ طُرًّا
ولَيسَ يَرُدُّ مَخلوقًا رَجاهُ
وكُلُّ الكَونِ كانَ بِكُنْ فَرَبِّي
بَدِيعُ جَمِيعِ ما صَنَعَتْ يَداهُ
ومَدَّ الأَرضَ أَحياها بِماءٍ
لِنَطْلُبَ في مناكِبِها عَطاهُ
فأَتْقَنَ كُلَّ مَصنُوعٍ عَلَيها
وأعْطَى كُلَّ مَخلُوقٍ هُداهُ
(وعَلَّمَ آدَمَ الأسماءَ) لَمَّا
مِنَ الصَّلْصالِ كانَ قد ابْتَداهُ
ولـمّا ضَلَّ آدَمُ ظَلَّ يَبكي
عَسَى الرَّحمَنُ يَمنَحُهُ رِضاهُ
فلَقَّنَهُ الرَّحيمُ كلامَ عُذْرٍ
فتابَ عَلَيهِ ثُمَّ بِهِ اجْتَباهُ
فسُبحانَ الَّذي كَلِماتُهُ لا
تَغِيضُ ولا لِمَألُوهٍ سِواهُ
وكُلُّ الكَونِ مَبْنِيٌّ عَلَيها
كَذا وبِكِلْمَةٍ يَفنَى سَناهُ
فأُسُّ حَياتِنا كافٌ ونُونُ
وأَمْرُ اللهِ بَينَهُما تَراهُ
فحاذِرْ أنْ تَقولَ بِغَيرِ عِلْمٍ
وخالِفْ خَطْوَ مُتَّبِعٍ هَواهُ
وإنْ تَحْبِسْ لِسانَكَ دُمْتَ حُرًّا
مَصُونَ العِرْضِ مَحْفوظًا حِماهُ
فأَنتَ بِكِلْمَةٍ تَرْقَى المَعالِي
وَرُبَّ بِكِلْمَةٍ تُخْزَى الجِباهُ