“الجدار”
اجترأوا عليه في يوم عاصف،
فحملوه إلى مكان قصي شديد.
أرادوا مضغ الشمس
وطمس نور القمر،
دهدهوه لينام
ووشحوه بصلبان من حديد.
هديل الحمام لم يفارقه
والطقس الجميل
والسماء الباسمة
والغابة الشاسعة
وكل الظلال
وكل الأصوات القادمة من بعيد.
خلف الجدار سبع سنبلات خضر
تكفي لمؤونة العيد.
ستملأ سبع بحيرات وتغني لوحدها
على طريق مهملة حين يأتي الشتاء
يسابقه نسيم خريفي سعيد.
سينام السمك في البحر
وسيرقد الأطفال على أساطير الجدات،
وسيحترق ما تبقى من حطب في المواقد
حتى تشرق الشمس من جديد.
نحن نحب الخبز،
ولكننا كذلك نعشق الورود.
هكذا صاحت سنونوة متعبة
عادت مع قدوم المساء ببعض النشيد.
نحن جذورنا سبقت ميلاد الحقب،
نحن يجري العشب في عروقنا
من الشريان إلى الوريد.
نحن لا نكره الناس،
لكننا نكره أن يغتصب لنا صخر
ورثناه من جد لحفيد.
ستروي الغيمات ثرى جدي،
وسيأتي المطر بالربيع،
ستتمخض الأرض؛
وتضع الوليد تلو الوليد.