خلقنا الله الناس أحرارا وجعل خطابهم السليم وليدا لفكر سليم، يعطي للحوار دوره دون أن يسقط في تقبل رداءة ودناءة إنتاج الآخر. منذ قديم الزمن، كان كثير من الشعراء يمجدون سكان القصور ويتقربون من الحكام للاسترزاق والتكسب، مثلهم مثل كثير من الكتاب والخطباء والمؤرخين الذين حرفوا وزوروا الحقائق، فتركوا لنا ميراثا من خيانات لروح المعرفة وتركوا لنا كل فكر دنيء.
إن الفلسفة الراقية والكتابات الحقيقية العميقة لا تسمح لأي مفكر وخاصة في الزمن الحاضر إلا أن يكون مسؤولا عن شفافية حبره ووفائه لتدوين الأحداث وتدقيقها، فإن ذاع صيتها تركت لنا ميراثا محملا بأفكار هادفة وبناءة وموضوعية.
يجب على كل الذين يحملون هم الثقافة والإبداع ألا يتناسوا أن اقتراف مثل هذه الأمور يعتبر خيانة في حق الإنسانية إن لم تكن جرما.