لست يونس
لتخرج من الظلمات
فقد ولّى زمن المعجزات
ستذوب في مدن الملح
في عجل
وتضحى حياتك ذكريات
أمك.. آه لأمك
من مطبخها
تتسلل قهوتك المفضلة
تتسلل خالية من الدندنات..
* * *
تراقب هاتفها
عساه يرن
على إيقاع خبر سعيد
يخفف من لوعة الفراق
ومن شوق عنيد..
* * *
تمضي شهور..
وهي تغزل الأحلام
تشرب فنجان قهوتك البارد
تحاور صورك
تشم الدفاتر والأقمصة
تأمل أن تظهر فجأة كمارد..
* * *
امتدّ حبل الغياب
على من التهمه الملح
فزفّه عريسا وشهيدا
رفض أن يبارك للشيخ
وأن يكون مريدا
نعته أمّه..
بكته العذارى
فملأن الحي نشيدا
رجل عاش مذ زمن
بين اللئام شريدا..
* * *
مات مات أكيد مات
فقد ولى زمن المعجزات
ما سكن قبرا
ما خلّف لأمه
إلا الوجع والحزن
ورائحة القهوة الخالية
من دندنات..