إيمان أحمد ليلى، طفلة سورية من عائلة هربت من جحيم الحرب، وخرجت قسرا من الغوطة قبل سنتين، وقد ولدت أثناء رحلة النزوح القاسية من قرية إلى قرية أخرى، حتى استقر بها المقام في ريف إدلب الذي يفتقر إلى أدنى شروط الحياة، وخاصة التدفئة في جو صقيعي قاتل . ماتت على ظهر والدها الذي كان يحملها وهو لا يدري ،بعد أن خارت قواها أثناء الرحلة من البرد والصقيع والجوع، واكتشف بعد أن بلغ مستشفى الشفاء بعفرين أنها قد فارقت الحياة ورحلت في مشهد حزين وظروف قاسية.
***
نَادَيْتُِهَا
يا قُرَّة عيني
أهكذا ترحلينْ
في غفلة منِّي
حملتكِ على ظهري
حين دخلنا
في رحلة التهجيرِ
غربة النازحينْ
لأنكِ قطعة منِّي
إِذْ هَدَّ برد الليالي
جسدك النحيلْ
وأنت تبكينْ
أهكذا ترحلينْ
يا فلذة كبدي
وأنا لم أشبع
من وجه بريء
حين كنت أراهُ
في زمهرير الحربِ
كان يُحْيِيني
ومن عينينِ
مسربلتين بنور ملائكي
حين تُشعُّ
في عتمات القصفِ
كانت تأويني
أهكذا ترحلينْ
يا بهجة عمري
وأنت لا تدرينْ
أن رحيلك يُدميني
وأن الحزنَ
سيقتلني يوماً
وَيُفْنيني
وسأحيا غريبًا
تُمزقني وحدتي
ويجرحني حنيني
فهل تَسمعين الآن
يا ملاكي
بكائي وأنيني
على عُشٍّ ضَمَّنَا
كان عَرِيني
وأمسى ذِكْرى
حزينة تَكويني
فمن يُرثيني
يا إيمانُ
بعد رحيلكِ
من يُرثيني
ومن يُواسيني
يا بسمة العمر
بعد انْطفائكِ
من يواسيني
فكل مباهج الدُّنيا
بعدفِراقكِ
لاَتَعْنِينِي
وكل كنوز الأرضِ
بعد غيابكِ
لن تُغنِيني
وكل صُروف الدَّهر
مهما اشتدتْ
بعد ذهابكِ
لن تُنسيني
ملاكاً رائعًا
كُنْتِهِ يوماً
طار في ليلة قاسيةْ
فَأَسْلَمَنِي التيهُ
لغربةٍ تُشْقيني
وأحزانِ وحدةٍ
كالطوفان تعتريني
ولولا لطف الله
الذي يحميني
لانفجرت شراييني
وضاعت عنَاويني