يوميّاتي مع كورونا في شيكاغو “47” __ هناء عبيد

0
263

يوميّاتي مع كورونا في شيكاغو
حريّة
٤٧

البعض لا تليق به الحريّة، يأخذها بمسارٍ سلبيّ مضرّ، في أمريكا فرضت الكمّامة والتّباعد الاجتماعيّ، لكنّ الحريّة المعطاة للشّعب منعت وضع القوانين الصّارمة الّتي تستطيع إجبار الجميع على الالتزام بالتّعليمات، فكانت النّتيجة تزايد أعداد الإصابات، الآن تحاول بلدية شيكاغو فرض الحجر الصّحي على القادمين إليها من الولايات المصابة، وأيّ مخالف سيفرض عليه دفع مائة دولار عن كلّ يوم لا يلتزم به بالحجر..
الأمر ليس سهلًا، فكيف يمكن ضبط الأمر في مدينة كبيرة كشيكاغو، هل سيضعون جرسًا في عنق كلّ زائر؟! أم سيعيّنون حارسًا على بيت كلّ زائر، الانضباط للأسف صعب التّحقيق، الحالات في تزايد مستمرّ، والأمور ضبابيّة، وتقرير منظّمة الصّحة العالميّة لا يدعو للتّفاؤل.
بيد أنّ المنفذ الوحيد لفتح باب الأمل أصبح الفيس بوك، الّذي يخفّف قليلًا على الشّعوب الّتي تكثر فيها الإصابات.
أقلّب صفحات الفيس بوك، كلّها يائسة أيضًا، كانت بائسة قبل كورونا فما بالكم بعد كورونا حيث الرّكود الاقتصاديّ، والإصابات بالفيروس، والحجر المملّ؟!
الأيّام مع كورونا باتت كالعيش في سجن عالميّ، يتحد فيه النّاس بالكمّامة واليأس والملل، الانعتاق من هذا السّجن يتوقّف على المعطيات الشّخصيّة المتفرّدة، فهناك من أوجد حريّته الموهومة بالقراءة، وهناك من تحرّر بالورود، وهناك من تحرّر بالكلمة.
لكن ماذا عن هؤلاء الّذين لا يطولون حتّى الحرّيّة الموهومة؟! ماذا عن أبناء الجوع والفقر والعوز؟! ماذا عن أبناء المخيّمات؟! ماذا عن الأسرى؟!
العالم ينتظر الفرج، كلّنا ننتظر الفرج، السّجن عالمّي، ننتظر الانعتاق منه قريبًا..
غدًا أجمل بإذن الله..

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here