يومياتي مع كورونا في شيكاغو
ذكريات الجامعة
٢٥
موجات متدفقة من الحنين والأشواق، زارتني بعدما تلقيت بالأمس دعوة للإنضمام إلى ملتقى خريجي الجامعة الأردنية، سارعت بزيارة المجموعة، فشعرت بعجلة تجرني للخلف نحو ثلاثين عامًا.
سريعة سنوات عمرنا، تمضي بنا دون أن نشعر، نحتاج أحيانًا أن يطرق أحدهم باب انشغالنا، لنتوقف ونتفكر قليلًا أين كنّا وإلى أين نحن ماضون.
يبدو أن كورونا كانت فرصة لنا لنتوقف مع ذواتنا، نسترجع إنجازاتنا، نلتف حولنا، لنعرف من هجرنا خلف عجلة الزمن، ومن بقي معنا.
العودة إلى فترة من عمرنا وبطريقة مباغتة مسألة تدعو إلى الدهشة إلى حد ما، هي عودة إلى ربيع العمر وزمن الأحلام، وأيام الصداقة التي انحفرت في القلب وغطتها سنوات اللهاث وراء طاحونة الحياة.
قلبت صفحات الملتقى، تعرفت من خلالها على ثلة من الخريجين المبدعين كل في حقله، سعدت بزملاء (كلية الهندسة المدنية) التي انحفرت بعض أسمائهم في ذاكرتي، دعوت بعض صديقاتي إلى الملتقى، إذ رغم المسافات التي تفصلنا إلا أننا بقينا على تواصل عبر الفيس بوك (تواصل متواضع لا يليق بعمق الصداقة) لكن من باب أضعف الإيمان.
عدت بذاكرتي إلى أول يوم تواجدت فيه بكلية الهندسة، (أيام السّنافر)؛ المصطلح الذي يطلق على طلاب السنة الأولى من باب المداعبة والمزاح نظرًا لأنهم حديثي عهد بالجامعة، ولأن ملامح الدهشة ترتسم على وجوههم، لا أدري إن انتهت مدة صلاحية المصطلح أم أنه ما زال صالحًا للاستعمال إلى يومنا هذا!
في يومي الأول لم يرافقني أحد، دخلت إلى المبنى عبر الكافتيريا، صعدت السلالم، واجهت أول باب، طرقته بيدي اعتقادًا مني أنه باب مكتب أستاذ، تزامن ذلك مع وجود طالب خلف الباب، فتح الباب وهو ينظر إلي بدهشة، تفاجأت بأنني أمام ممر يؤدي إلى غرف المبنى، الطالب كتم ضحكته؛ يبدو منعًا لإحراجي?.
الذكريات المحرجة والمتعبة والقاسية أحيانًا تتحول إلى أوقات مرح نستحضرها لتبهج أيامنا.
ستظل الجامعة الأردنية صرحًا علميًّا ثقافيًّا شامخًا يحمل كل ذكرى جميلة في أذهاننا.
سعيدة بالعودة إلى أجمل الذكريات بعيدًا عن كورونا المزعجة..
غدًا سيكون جميلّا كما اليوم بإذن الله..
دمتم بألف خير..