يومياتي مع كورونا في شيكاغو
2020/04/23
٢
لا أحتمل الروتين فهو يقتلني، لا بدّ أن يكون يومًا متجددًا حتى لا تعافه روحي، رغم أن المشهد لا يتغيّر، حيث الجدران الأربعة؛ إلا أنني وجدت متنفسًا لي بوضع زينة رمضان على أطراف تلك الجدران لاستقبال الشهر الفضيل، ولأتواصل مع عاداتنا وتقاليدنا وطقوسنا، التي قد تختفي إن لم أوقظها.
ربما أكون أكثر حظًّا من غيري، فبيتي يتمتع بمناظر خلابة أمامه، تجعل من السهل المشي كلما سنحت الفرصة، في الصّباح توجهت للمشي في المسرى المخصص لذلك، صادفت طفلة تتقدم والديها، من عادتي أن أقترب من الأطفال وأداعبهم، تبًّا لكورونا، جعلتني أبتعد، فأنا أعلم أن الجميع يخشى الاقتراب، ماذا فعلت بنا تلك الكورونا، حتى السعادة والابتهاج بالطفولة حرمتنا منها.
بين الأحراش أنفرد بأفكاري، وتعاودني أسئلة كل من انتصف به العمر، ترى هل وصلت إلى ما أريد؟! هل تحققت أحلامي،؟! ربما وصلت أو ربما لم أصل بعد، لا أدري فأنا أحلامي دومًا متجددة، وما زال أمامي متسع من الوقت إن عتقت كورونا حالي، أو رأف القدر بي.
صوت العصافير يعيد ذهني إلى الصفاء، مالي ومال الأحلام والتفكير فلأستمتع بزقزقة العصافير، والناس التي تتوسم خيرا بالحياة، يسيرون مشيا على الأقدام أو على الدراجات الهوائية بعضهم يتقنع بكمامة، والبعض الآخر تحرر وجهه من ضيقها.
القطائف أعددتها بمهارة استعدادًا للغد، المفروض أن تكفي لأسبوعين، لا أظن ذلك؛ فالقطائف تلتهمها الشهية بكثافة.
لم يرق لي أن أعرف عدد الإصابات في شيكاغو اليوم، سئمت الأرقام المتصاعدة، اليوم مدد حاكم ولاية ألينوي الالتزام بالحجر إلى نهاية شهر مايو، لم أتفاجأ، أي حركة تلك التي ستكون بين هذه الأعداد المتصاعدة.
كأنني اليوم مشحونة بطاقة تحتاج إلى نشاطات متعددة، حاولت تشذيب الأرض حول النعنع الذي زرعته لي صديقتي قبل رحيلها إلى كاليفورنيا، كلما تذوقته شكرتها فأنا يدي لم تتلون بالأخضر يوما، لم أزرع نبتة إلا وماتت، وجدت أن أضع بعض الورود الصناعية التي أمقتها في بعض القوارير لأقنع نفسي بوجود حديقة ورد في حديقتي..
عند هدوء الليل سأحاول إكمال روايتي الثانية التي لم أعنونها بعد..
لعل الغد يحمل نسائم خير..
إلى اللقاء..