يومياتي مع كورونا في شيكاغو “19” __ هناء عبيد

0
296

يومياتي مع كورونا في شيكاغو
الصحافة الصفراء
2020/05/10
١٩

  مهن كثيرة تترزق من مصائب الناس، لن أذكر منها شيئًا هنا منعا للإحراج، سأذكر فقط الصحافة التي تتلون أخبارها بالصفار السقيم؛
لعل كورونا كانت مادة دسمة لتزداد الصحافة اصفرارًا، حيث الأخبار غير المؤكدة، ونشر الذعر، وتداول أخبار قبل التحقق من صحتها.
حتى الأخبار “البايتة” يدورونها فيعاد نشرها بصيغة ثانية.
قرأت عشرات المقالات المتناقضة والمعلومات الغريبة والآراء المغايرة لبعضها البعض عن كورونا، مما جعلنا نعيش في فوضى معلومات، وانعدمت الثقة بأخبار الصحافة أكثر من أي عهد مضى.
إلى الآن أستغرب كيف أصبحت الصحافة السلطة الرابعة في يوم ما، وقد اتسمت بالكذب في معظم أوقاتها، نستثني طبعًا بعض الصحف النزيهة التي تترفع عن الكذب والتدليس.
بيد أن معظم الصحفيين يخشون فقدان الوظيفة فيتفننون في اختراع المقالات الكاذبة المضللة، والأهم من ذلك أن على الصحافة أن تمشي بالتوازي مع الجهات الممولة، الأمر الذي غلف الكلمة بالشك والتدليس.

في مقتبل العمر كانت دراسة الصحافة والإعلام هي رغبتي الأولى، لكن القدر لعب دوره لأختار الهندسة، ترى هل كنت سأصبغ صفحاتي بالصفار؟! أظنني أعشق ألوان الورد وهي ألوان تأبى أن تمتزج مع أوراق الصحف، وبهذا سيعود بي الحال كما هو الآن أي سأختار نثر خواطري في صفحات التواصل الاجتماعي الّتي تتألق بأجنحة الحرية وإن كانت مقصقصة الريش أحيانًا.
هل نلوم الصحفيين؟ ونعاقبهم على اصفرار أخبارهم؟ أم أن الرؤوس الكبيرة كما دومًا هي التي تحتاج الدك بالحجر.
لعل من المناسب أن ننشرالنصيحة هنا: احذروا أيها القراء، فليس كل ما يلمع ذهبًا، ولعل العسل المغرق بالحلاوة يخبئ بين ذراته قطرات من سم مدسوس.
وإن تعشمت الروح بتغيير الأصفر إلى أبيض، لن تعتق كورونا صفحات الإعلام وسيتحول الصفار فيها إلى سواد على أقل احتمال..
لعلها أخبار بيضاء ستفتتح الصحافة بها أخبارها غدًا..
إلى اللقاء..

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here