أدراجُ الرياح
قالت أأنت؟! فقلتُ لستُ بناطقِ
قدرٌ أُحِبُّ وأن يُعَذبَ خافقي
أو أن تُعَذّبَ من أحبّت مثلهُ
اثنان صارا تحت رحمةِ طارقِ
ثقةٌ بعهدي والتزامي نحوها
وأضرّها أملٌ ببحرٍ غارقِ
قد كان حلما أن يعانقنا المدى
ونذوق حلوا من رُضابٍ شائقِ
قطّعتُ وصلًا واحتملتُ مرارةً
وكتمتُ عنها سِرَّ قلبٍ عاشقِ
ومضيتُ أحملُ في الأضالعِ حبّها
نارا وماءً مثل جذوةِ بارقِ
الأمرُ أكبرُ من مُحِبٍّ مُبتلَى
أوفى لوجهك كل وعدٍ صادقِ
ما ضمّهُ صدرٌ ولا مُدّت لهُ
حُبًّا يدٌ من راحمٍ أو شافقِ
حينا يتمم بالكلام ويكتفي
بالصمت حينا مثل طودٍ وامقِ
والعيشُ أصعبهُ الحياةُ بذلّةٍ
والأرضُ أضيقُ ما تكونُ بحانقِ
ما حيلةُ الإنسانِ في هذا الورى
إن لم تعنْهُ الحادثاتُ بفارقِ
عبثٌ وأدراجُ الرياحِ قصائدي
إن لم تسجّلْ ما يجيشُ بخافقي
إن لم تُصَوِّرْ في الحياة تجاربي
من سابقٍ فيما مضى أو لاحقِ
الناسُ أقدارٌ وتحتَ مشيئةٍ
ومُفارقٌ مَنْ عاشَ غيرَ مُفارقِ