عِـمتُم خراباً ياعرب
إِنَّا بكم قد نحيى عهد أبى لهب
الكل يسأل فى تّهـكـُّـمِ عنكُمُ
والبعض قد سالت دماه من الغضب
فلنتكبُ اليومَ التاريخَ بمجدِكُـم
وغداً نسجله سطوراً من عَـجـَب
القـُدسُ ما عادت تحدِّث نفسَها
والأرض قد صمتت عن اللغوِ الكّذِب
يا قدس هـُـزّى بطرفِ عين
فلربما تسّاقطُ الدنيا شـُـهـُـب
وسلام من كنعانِ للأرضِ الحرام
فالاقصى متكئ على بعضِ الحطَب
والأرضُ ما فتئَت تثور بجهلِكُم
والجهلُ يرفضُكُم وينأى بالتعَب
ومآذنُ التاريخِ تبكى عروبةً
ومنابرُ الأذنابِ ضجـَّت بالخُـطَب
وخضوعُ هاماتُ البلادِ سيحتمى
بخنوع أربابِ المذلةِ والشجَـب
من يستبيحُ اليومَ أو يستنكرُ
فله الحياةُ بلا تعبْ وبلا نصبْ
لا تُشعلوا أبناء قومى محرقة
بل أوقدوا النيران صرحاً للنُخّـب
كل المدائنِ قد تـُبارك حُـلمها
ومدائن الأعراب عُـرسَ من عَطَب
وقبوركم حُـبلى بأناتِ الوجَع
أرحامُ ثكلى لا يبارحُها النـَّصَب
هى للتاريخ بعد الله كتبتُـها
أوراقُ توتٍ لا توارى هوى العنب
فالبيتُ أبيضُ .. والعمائم سوَّدٌ
والنخلُ يقتله فتيلاً من رُطـَب
فلا سلام ولا كلام مع الذى
بَـقـَرَ البطونَ وراح يلهو باللِعب
إن هادنته الأرض عـدَّ رمالِها
أنا لن أهادنُ من يغير وينتحِب
إنى له ما دمت أستنشق هوا
سيفى قلم وعروبتى ملء الكُتُب
بالدم أمحو ذل عارِ خنوعِـكُـم
بالله أستعدى عليكم يا عرب..