“وجهان لعملة واحدة” :
لما صار العالم أكبر وأوسع لازدياد صغره، أصبح الحكم على الشخوص أصعب وأسهل، ما أدى إلى قلب الموازين الحُكمية، فصار الواحد يصدر حكما قابلا للتعديل! لجهله بواقع الحال الذي صار العالم إليه؛ بسبب صغره الكبير، وكبر عقله الصغير! ولما رُكن الأمر لغير أهله، أصبح الحكم أسهل وأسرع لعظم صعوبته، فرفع الظلم بكسر العدل، ونصبت الفوضى على جر السكينة والأمن، وأصبح الحكيم الحقيقي جملة معترضة!! فإلى أين نصير؟! إلى اقتراب ظهور الدجال؟! أم إلى صدق دجل من سيكونون أتباعه؟؟!
إن الكثيرين من أتباع الأحزاب ومن على شاكلتهم، يدعون إلى الخروج على الحكومات والحكام بدعوى أنهم لا يحكمون بشرع الله، واليهود من جهة أخرى تسعى إلى زعزعة أمن بلدان المنطقة؛ ودعم هؤلاء بشكل مباشر وغير مباشر، الأمر الذي يجعلنا ندرك أن الطرفين -اليهود والخوارج- وجهين لعملة واحدة..!
فاليهود يسعون إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة، وكذلك أعداء الأمة من بني جلدتنا، الأمر الذي يجعلنا ندرك خطر هؤلاء الخوارج، الذين يدعمون مشروع إسرائيل الكبرى -وبعضهم لا يدري-، ما يدفعنا للحذر والتحذير منهم، ومحاربة هؤلاء الثلة من أصحاب الضلال والضلالة.
وإن مما يدمع له القلب، أن هناك أناساً يسبون ويكفرون حكاما لعدم قتالهم اليهود وغيرهم، ويصفونهم بالخيانة والخوف! وتسأل الواحد منهم عن هروبه من مشكلة أناس مع أخيه أو ابن عمه…الخ -وهم أقرب الناس إليه- فيرد قائلا: لا أريد أن أنجر وأبنائي إلى المشكلة، محدثا اتساعا في المشكلة وخسارة أبنائي أو بعضهم، لكن أحاول الصلح بينهم لتقليل الخسائر، سبحان الله.. في مصلحته الخاصة تصرف ما يتصرفه الحكام في أمر العامة، وكأننا أصبحنا لا ولن نفهم، ولا ولن نعتبر إلا أن نجرب ما جربه غيرنا، وإن أكثر (ما يؤلم القلب)، أن تشاهد أناسا مقربين وغيرهم، يُرَوّجون لفكر، لو خرج عليهم الدّجال وهم يُرَوّجون له؛ أكاد أقسم أنهم سوف يكونون أول أتباعه…!