حب القوافي قد أضر بمهجتي
فلقد ظننت بأنها تؤويني
فجمعتها من ما توارى غائبا
عني ومن يومي الذي يشجيني
بتلفت نحو الدجى ونجومه
وتطلع لنضارة وحنين
وغرستها في درب أرباب النهى
وقرأتها بملامح التحزين
أتفك أسري بعض أشعاري وقد
فازت بحسن حفاوة ورنين
أم أنها بزغت كنجم ذابل
وتقاعست عن روعة التكوين
ولربما شهد الغريب قصورها
وأنالها الإغراق في التأبين
لم ينصف البوح اليتيم سوى فتى
متعايش مع بسمة وأنين
والشاعر المجبول من أرق الثرى
حمل الثرى في قلبه كجنين
وبكى مع الشجر العليل وتارة
يزجي السرور لحائر وحزين
حب القوافي مَدَّني بخلاصة
عن واقع متألم كسجين
عاينته وقصيدتي مكتوبة
وكأنها بخيالها تكويني
فطرحتها عن كاهلي كحمامة
عن سربها انطلقت إلى التهجين
قل للشعوب إذا انزوت إطلالتي
عن هدي أحمد ما الذي يؤويني
فلواقعي قيد يكبل وجهتي
في مغرز مستقبح وسخين
وتشبث الصحب الكرام بنهجه
وتخلصوا من مترف وثمين
فإلى الجنان تطلعت أشواقهم
متنزهين عن الدجى بيقين
والواقع الأعتى يذيق صمودهم
طعم الأسى مع روعة التمكين
فتهيئي يا أمتي لمسارهم
لا فوز إلا بالوفاء لديني