واقع وهداية __ الشاعر زيد الطهراوي

0
193

حب القوافي قد أضر بمهجتي
فلقد ظننت بأنها تؤويني

فجمعتها من ما توارى غائبا
عني ومن يومي الذي يشجيني

بتلفت نحو الدجى ونجومه
وتطلع لنضارة وحنين

وغرستها في درب أرباب النهى
وقرأتها بملامح التحزين

أتفك أسري بعض أشعاري وقد
فازت بحسن حفاوة ورنين

أم أنها بزغت كنجم ذابل
وتقاعست عن روعة التكوين

ولربما شهد الغريب قصورها
وأنالها الإغراق في التأبين

لم ينصف البوح اليتيم سوى فتى
متعايش مع بسمة وأنين

والشاعر المجبول من أرق الثرى
حمل الثرى في قلبه كجنين

وبكى مع الشجر العليل وتارة
يزجي السرور لحائر وحزين

حب القوافي مَدَّني بخلاصة
عن واقع متألم كسجين

عاينته وقصيدتي مكتوبة
وكأنها بخيالها تكويني

فطرحتها عن كاهلي كحمامة
عن سربها انطلقت إلى التهجين

قل للشعوب إذا انزوت إطلالتي
عن هدي أحمد ما الذي يؤويني

فلواقعي قيد يكبل وجهتي
في مغرز مستقبح وسخين

وتشبث الصحب الكرام بنهجه
وتخلصوا من مترف وثمين

فإلى الجنان تطلعت أشواقهم
متنزهين عن الدجى بيقين

والواقع الأعتى يذيق صمودهم
طعم الأسى مع روعة التمكين

فتهيئي يا أمتي لمسارهم
لا فوز إلا بالوفاء لديني

LEAVE A REPLY

Please enter your comment!
Please enter your name here