هَــوّنْ عَــلَيْكَ إذا ظَمئْتَ لــِريقِها
وَحُـــرِمْتَ مِــثلي رُتْبةَ التفْضيلِ
فَعَسى إلهَ الْعشقِ يَــمْنحُنا غَــدًا
خَـــمْرَ الْجِنانِ ولَـــذَّةَ الــــتَّقبيلِ
أنا سَيّدي أَرْتاعُ من قَصْف الْهَوى
وَأضـــيعُ مِـــثلَ فَـــتيلة الـــقِنْديلِ
هَبْني قَصيدكَ كَــي أَفوزَ بِوُدّها
ما دُمت َأنتَ إلــى الغرام دليلي
وإذا أَبَيْتَ فَسَوْفَ تَــكْبُرُ لَوْعَتي
وَأعيشُ في مُلْكي كَــما الضلّيلِ
كَمَدًا أَموتُ، وإِنَّني وَلَــهًا بِــها
لَمّا أَمـــوتُ أَكـــونُ شَــرَّ ذليلِ
وتَكونُ أَنتَ مُغَسِّلي وَتَموتُ مِنْ
أَسفٍ عَــــلَيَّ ومِـــنْ كَآبةِ جيلي
لَوْ كُنتَ قُلتَ لَها : « أَنيليهِ الْهَوى،
هذا الْمُحبَّ، إذا غَفَرْتِ أَنيلي !»
جاءَتْ تَحِنُّ، وفي رَواحِلِها اللِّقا،
لِـــتُذيقَني مــِنْ ريقِها الْــمَعْسولِ
لا تَـجْعَلُوا قِــرْبانَها جَــسَدي أَنا
فـي مِـصْرَ قَهــــْرًا أُجْتَبى لِلنِّيلِ
أَوْ تَصْلُبوني الْيَومَ فـي حُبّي لَها
وَيضيعُ لَحْنُ العِشْقِ فـي تَرْتيلي
أَنا لَــسْتُ حَـــلاّجَ الْمَحَبَّةِ، لَــيْتَني
في الْعِشْقِ كُنْتُ كَصاحِبِ الْإِنْجيلِ
حَتّى أُشَــــبَّهَ لِلـــْعِبادِ وَأَرْتَـــقي
في حُضْنِ رَبّـــــي لَيْلَةَ التَّنْزيلِ
وَأَعودَ مِنْ أَعْلى لِأَمْلَأَ أَرْضَكُمْ
نــورًا، وَأُبرِئَ داءَ كُـــــلِّ عَليلِ
اَللهُ يَــــرْحَمُنا وَيَـــرْحَمُ أُمَّـــةً
في الْقالِ تُفْني عُمْرَها والْقيلِ!
وَيُجيرُنا عَــطْفًا لِـــــقَوْلِ نَبِيِّنا:
«إِنَّ الْمُحِبَّ يَكونُ خَيْرَ قَتيلِ!»
هَـــذا دُعاءُ الْعاشقينَ إلى الَّتي
يا لَــوْ تَكونُ كَاِسْمِها الْمَوْصولِ
أَوْ آيةً أَرْجو بها الْوَصْلَ الَّذي
قَدْ ضاعَ لَمَّا ضِعْتُ في التَّأْويل!