أُعذُر فديتك بالعتاب وبالأنينْ
وبكل مفترق السبيل ولا حنينْ
أُعذُر فديتك بالرصيف ووجهه
والنهر بينهما يمر بطمي طينْ
جسر يحطم خطوة المنفى التي
رتقتْ عبارة صرختينا للسنينْ
أنثى على أثوابها وشم رقى
طللَ الخيال غواية فوق الجبينْ
في كل شبه مسافة أعذارُها
نادت بمئذنة الهوى في المُغرمينْ
قُبَلٌ تمُرُّ بثغرها وكأنها..
الترتيلُ في صحف من الحب المبينْ
آمنتُ حين قرأتُ أول قُبلةٍ
فالعشق إيمان ولو من بعدِ حينْ!
في خصر أنثى الليل ذنب مفرطٌ
وبقربها وقتُ الأصيل له يقينْ
مذ أسدلت خلفي ستائر جنة
إلا وقلبي عندها وجعٌ جنينْ
قال اهبِطا فهبطتُ في أهدابها
كحلا كلون دمي وميلادي الحزينْ
فإذا تلقيتُ الرضا لم ترض بل
كانت رصاصتها تراقصني حُسِينْ
زلت بدرب إيابها وتقطعت
أسبابها في جب خارطة السجينْ
خطواتها البندول في مرآتها
لما تحطم دمعها كفنا دفينْ
نيل يمر بخاطر الوهم الذي
غنى لكل حضارة الرمل اللعينْ
لا أقرأ الورقات بين مدادها
تعبُ الحجارة رن قرطاسا مهينْ
بيديه أوسمة الرماد وصدره
زيتونة كملاذ قربان بدينْ
تحصي بأشلاء التراب شهادة
جست بغيب الريب طوفان السفينْ
وعلى هدير الشهقة الأخرى رمى
في شاطئي صدفا كمحراب اليمينْ
سار الإياب بإثره فلقت له
عثراته في ذاته بوح القرينْ
وأنا غياب غيابه في نونه
لبثتْ به الزفرات في الرمل الحصينْ
أثر السراب قبضته فنثرتُهُ
وكذاك هذا الحب سوّل مستكينْ !